احمد عبد الرحمن
لايمكن ان يختلف اثنان على ان انتفاضة العشرين من شهر صفر التي اندلعت عام 1977 مثلت نقطة تحول وانعطافة مهمة وصفحة مشرقة في التأريخ السياسي الجهادي والنضالي للشعب العراقي في مواجهته نظام الاستبداد والتسلط البعثي العفلقي الذي رزح على صدر البلاد لثلاثة عقود ونصف العقد من الزمن.ولعل المرحلة التي حدثت فيها انتفاضة صفر الخالدة تميزت بتمتع النظام الحاكم حينذاك بعناصر قوة عديدة داخليا وخارجيا، مما يعني ان رفع راية المواجهة والتصدي له في ذلك الوقت كان يتطلب قدرا كبيرا من الشجاعة والجرأة والاقدام وقوة الارادة وصلابة الموقف وتحمل كل تبعاته واثاره ونتائجه مهما كانت.ان واحدا من ابرز عوامل انتصار انتفاضة صفر ، هو انها استمدت نهجها الفكري والتضحوي من نهج ثورة الامام الحسين عليه السلام، وهي انما انطلقت وتفجرت للمحافظة على الارث العظيم والخالد للثورة الحسينية.وقد يبدو صعبا على البعض استيعاب معادلات القوة في هذه الانتفاضة، وفق الحسابات المادية المنظورة والمحسوسة، فالنظام الحاكم لجأ الى استخدام كل الته الحربية من طائرات ومدافع ودبابات واجهزة امنية قمعية، للتصدي لجموع الزائرين العزل الذين كانوا متوجهين صوب كربلاء الشهادة والفداء والاباء والتضحية والصمود.وكان قد تصور الكثيرون وافترضوا خطأ ان النظام الحاكم نجح في قمع الانتفاضة واطفاء جذوتها، مثلما توهم البعض قبل اربعة عشر قرنا من الزمان ان يزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد وعمرو بن سعد والشمر ذي الجوشن قد انتصروا على الامام الحسين واهل بيته واصحابه في واقعة الطف.لو كان النظام العفلقي الصدامي قد انتصر فعلا لما تفجرت بعد عامين انتفاضة رجب، ولما تفجرت بعد عدة اعوام انتفاضة شعبان، ولما شهد العالم اروع صور البطولة والتضحية من قبل ابناء الشعب العراقي حتى سقوطه وانهياره، مثلما شهد العالم اقبح وابشع صور الظلم والقمع واستباحة الحرمات وانتهاك المقدسات من قبل السلطة الحاكمة.لايمكن ونحن نعيش اجواء الذكرى السنوية الرابعة الثلاثين لانتفاضة صفر الخالدة، ان نقرأ ذلك الحدث التأريخي الكبير بمعزل عما سبقه من وقائع واحداث، ولابمعزل عما تبعه منها، وكذلك فأن قراءة ذلك الحدث لابد ان تتمحور في جانب كبير منها على رموزه الابطال كالشهيد السعيد اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر، وشهيد المحراب اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم(قدس سرهما الشريف).
https://telegram.me/buratha