عماد الاخرس
والمصباح المنير هو المهندس الشاب ( وسام محمد مشخال ) الذى استشهد بتاريخ 2012011 على اثر التفجير الارهابى الذى استهدف احد التقاطعات المزدحمه فى مركز مدينة بعقوبه .لقد شاءت الاقدار ان يكون مرور المهندِسَين الشابَين ( وسام وطارق ) العاملين فى مديرية توزيع كهرباء ديالى وقت الانفجار لتخطف الاول وينال شرف الشهاده ويُصاب الثانى بجروح عديده .وبصراحه اقولها .. ان الارهاب لايُمَيز بين البشرلأن غايته الرئيسيه ايقاع المزيد من الضحايا ونتائجه تُسَبِبْ الحُزن والالم للجميع ولكنها تكون اكثر لوعه ومراره لمن لديه انسان يعرفه ويراه يوميا بينهم.وهذا ماحدث معى عندما اصدرالارهابيون قرارهم الظالم بتفجيراحدى سياراتهم المفخخه عشوائيا ليكون احد الضحايا المهندس ( وسام ) الذى كنت على معرفه باخلاقه الرفيعه واعتادت عينى على رؤيته يوميا فى الصباح الباكر وقبل ان ينطلق لاداء واجباته فى مواقع العمل الميدانيه .. لقد كان شاباً وسيماً لاتُفارِق الابتسامه وجهه حتى فى اكثر المواقف صعوبه.انه مهندس نشيط وطموح يتحرك بكل الاتجاهات يحمل الاوراق ويناقش زملائه المهندسين والفنيين من اجل انجاز المهمات المكلف بها باسرع وقت ممكن وبافضل صيغه. حقا لقد فقدت مديرية توزيع كهرباء ديالى احد مصابيحها المنيره ومهندساً متميزاً فى انجاز الواجبات المناطه به . ولكن يبقى الارهاب اعمى لايرحم احد ابداً .. أما الارهابيون ومن يقف ورائهم فهم بلا انسانيه ولن يُشْبِعْ غرائز احقادهم وكراهيتهم إلا سيل الدماء وكثرة الموتى .. انهم لايفهمون ما معنى ان تفقد الاسرة احد افرادها نتيجة جرائمهم القذره التى تُحَرِمُها كل الشرائع السماويه وغير السماويه .وكنت سعيداً بقدرحزنى لفقدان وسام عندما اعلن مدير شرطة ديالى القاء القبض على المجرمين الذين نفذوا الاعمال الاجراميه الاخيره . لقد رحل وسام تاركاً طفلتين صغيرتين تبحثان عن اجابة هؤلاء القتله على سؤالهن .. ماذا ارتكب ابونا بحقكم لتحكموا عليه بالموت والرحيل السريع الى عالم الآخره حتى دون ان يودعنا ولنعيش يتامى لما تبقى من عمرنا ؟ أما ابوه وامه واخوانه وزوجته فهم يبحثون عن اجابه لأسئلة اخرى .. ماذا فعل لكم ( وسام ) لتقتلوه بهذه الطريقه البشعه ؟ ماذا ستجنون من رقوده تحت الثرى ؟ هل تشعرون بمدى معاناتنا وآلام فراقنا الابدى له ؟ هل ان قتل الناس عشوائياً هو خياركم الوحيد لتحصلوا على غاياتكم ؟ وداعاً ايها المصباح المنيرالذى عرفته مؤمناً بان الموت حق وكل من عليها فان ولايدوم سوى وجه الكريم ونم قريرالعين فالارهاب اللعين لن يُطفِىء انوار مدينة البرتقال وعراق الحضارات.اخيرا ايها المهندس الشاب الشهيد السعيد ( وسام) انقل لك تحية الوداع عن لسان جميع من عرفوك والذين لازالت عيونهم تنزف دماً لفراقك .وداعاً ايها المخلص النزيه .. انقلها لك من مدير دائرتك المهندس ( محمد حمدى ) الذى لازال يعيش صدمة خسارة انسان شريف و نشط وحريص مثلك .وداعاً زميلنا المُبْدِعْ الكفوء .. انقلها لك من زملائك المهندسين ابراهيم ورعد وستار وهيثم وعرفان ورحمن وشاكروعماروعلى .. الخ .وداعا ايها الملتزم ذو الاخلاق الحسنه .. انقلها لك من اخوتك الاداريين عذاب وخالد وعلى ومحمود ... الخ .وداعا يا اخونا وحبيبنا .. انقلها لك من اصدقائك الذين لم ترى اعينهم النوم من يوم الفاجعه ولم تفارقها الدموع ومنهم طارق ووميض وايثار وحسنى .. الخ . وداعاً ايها المتواضع البشوش .. انقلها لك من فنيين وعمال فريق عملك .. احمد ومحمد وخليفه وزاهر .. الخ.لاهلك وذويك الصبر والسلوان وخاتمة الاحزان .. انا لله وانا اليه راجعون .
https://telegram.me/buratha