محمود الربيعي
مالذي يحدث داخل الدول العربية في هذه المرحلة الصعبة؟ هل هي صحوة مفاجئة؟ أم تخطيط مبرمج؟ وهل الأحداث الأخيرة الي وقعت في كل من تونس ومصر واليمن ودول عربية أخرى عفوية أم تقف وراءها سياسات كبرى؟ وهل هي شأن داخلي معزول أم إتفاقات مشتركة مع بعض السياسين في المنظومة الإعلامية والسياسية العربية! وهل من الصحيح أن يتكرر المشهد السياسي العراقي على أراضي الدول العربية والإسلامية مرة أخرى؟ هناك تساؤلات جديرة بالإهتمام فإنَّ أخشى مانخشاه أن تنجر شعوب المنطقة العربية وبدون وعي مسبق منها الى مالايحمد عقباه وتنساق لمخططات لاتعرف من يقف ورائها.. فهل من المعقول أَنَّ إنتحار شخص واحد يُسَلَّط الضوء عليه ليقود الدولة الى إنهيار نظام كامل؟ أم أن هناك أصابع دولية خارجية وداخلية تقف وراء الأحداث تريد أن تسحب على بساطها السياسي وبعجلة الإعلام تغييراً واسعاً مبرمجاً يستتبع خططاً إستراتيجية ضخمة يكون في نتيجتها النهائية أن يتغير النظام العربي بأسره وبدفعة واحدة كما جاء أيضاً بدفعة واحدة ؟
إننا ننصح الشعوب العربية التواقة للتغيير أن تنتبه الى ماأشرنا إليه وأن تكون واعية بالقدر الكاف الذي يحفظ نظام ويمنع الفوضى، وأن لاتساهم في دفع عجلة التغيير بالشكل الذي يمزق وحدتها وبالتالي يُقدّر لمجئ سلطة مفروضة غير التي يرتضيها الشعب، فعلى الشعب أن يختار زعمائه الوطنيين منذ البداية وأن لاينجر الى حالات غير محمدوة العواقب يتم من خلالها إختراق أمن البلاد كما حدث في العراق، وعليهم أن يعوا الدرس العراقي جيداً بعد أن تبين أن التغيير كان ولادة غير طبيعية وعسيرة دفع الشعب العراقي فيها الثمن غالياً ولايزال.
صحيح أن سياسات الحكام في المنطقة العربية هوجاء لاتستطيع أن تتفهم الحياة المشتركة التي يجب أن تكون مع شعوبها إما لجهلها وفقدانها للحكمة، وإما لإنصياعها لإرادات خارجية مفروضة تشرنقت بها ولم تسطع أن تتخلص منها، ولكن علينا ونحن في مرحلة التغيير أن نتحلى بالحكمة وبالقدر الكافي من الإتزان، وأن لانترك الفرصة سانحة للآخرين من الذين يقفون من وراء الستار لانعلمهم الله يعلمهم، فلاتكونوا سواعد لأعداء الشعوب وكونوا أنصاراً لأنفسكم وكفى الله المؤمنين شر القتال.
محمود الربيعي
https://telegram.me/buratha