عضو التحالف الوطني الشيخ الدكتور خالد عبد الوهاب الملا
هكذا تابعنا عن كثب ما جرى ويجري على الساحة العربية في وطننا العربي الغالي من توتر شعبي منقطع النظير لم تشهده الشعوب العربية والتي أشعلها محمد البوعزيزي بائع خضرة بسيط يجر عربته التي لا تسوى إلا بضع قروش فاحرق نفسه انتقاما لنفسه وإستشباعا لجوعه!!! أحرق نفسه كي يهزم طاغية تونس حتى غدا هاربا بعد أن كان قائدا يقود الناس بالنار والحديد ولربما وصل الأمر به إلى منع الصلاة وتكميم الحريات وحينها وأنا أنظر إلى جسد البوعزيزي يحرق نفسه تذكرت مقولة نُسبت إلى سيدنا على بن أبي طالب عليه السلام حينما قال لو كان الفقر رجلا لقتلته! وجاء في حديث أنس كما رواه الذهبي في ميزان الاعتدال كاد الفقر أن يكون كفرا. وهنا لابد أن أسلط الضوء على حال وطننا العربي وكيف يُحكم من قبل بعض أشخاص تسلقوا إلى السلطة بظرف أتى بهم فهم إما جاءوا عن طريق ترسبات عائلية وقبلية وإما هم أصحاب أحزاب جاءوا بانقلابات عسكرية وإخفاءات إلى ما كان قبلهم كما حدث في تونس قبل أربع وعشرين عام حينما أزاح ابن علي رئيسه أبو رقيبة الشيخ الهرم الذي بقي متمسكا بالسلطة إلى آخر لحظة حتى قضى عليه ابن على وأخفاه .وبصراحة هذا هو حال حكام العرب والذين وجدوا بعض العلماء المسلمين للأسف الشديد يشرعنون بقائهم وظلمهم بمسمى طاعة الحاكم ,وولي الأمر ,والسلطان ظل الله في الأرض وغيرها من القصص التي ابتلينا فيها .فالذي حدث في تونس أشعل المنطقة كلها لأن الناس يموتون جوعا وتُقتل حرياتهم وتُهان كرامتهم وهم يعيشون عصر النهضة والتكنولوجيا التي جاءت لخدمة الإنسان بعد أن عجز العرب بتقديمها للعالم لأنهم انشغلوا بصراعات بينهم بل أشعلوا حروبا قضت على الملايين منهم كما حدث بين العراق والكويت وذلك بعد احتلالها ثم تحريرها وإرجاعها إلى أهلها وتداعيات تلكم الأحداث التي أشعلت منطقة الشرق الأوسط فمتى يستطيع العربي أن يبدع وهو مقيد بأفكاره وأسير توجهاته بل هو محجور على عقله من قبل السيد الحاكم الملهم و المهم أننا نعيش أجواء هذه النهضة العلمية التي أوردها لنا الأوربيون والأمريكان ولا تقل هناك عراقي أو عربي أبدع في أوربا أو أمريكا أو بلاد أخرى لأني أقول لك هو بمجرد أن يتحرر بفكره وعقله سوف يبدع كنت أتحدث إلى صديق لي وأنا أراقب الأحداث المتتالية في مصر وغيرها من الدول العربية فقلت له لو أن هذا التقدم في القنوات الفضائية وشبكات الانترنيت العنكبوتية وغيرها كانت موجودة في بداية حكم صدام لما استطاع أن يمتد بظلمه ويتفرد في قساوته إلى هذه الفترة الطويلة لأنه سرعان ما ينكشف إلى ما يسمى بالرأي العام مع أن الكثير ممن استطاعوا أن يهربوا من العراق نشروا قصص الظلم التي يتعرض لها أبناء الشعب العراقي في الوقت الذي كان ملاين الناس داخل العراق لايعلمون!!! ولكن أريد أن أقول كلاما مهما وتاريخيا ينبغي أن نتبناه نحن العراقيين خاصة, وهو أن الذي اسقط صدام هو ظلمه للشعب والناس هي المقابر الجماعية التي امتلئت منها ارض العراق فنطقت وأسمعت هي مجازر حلبجة والأنفال وغيرها من المظالم التي لم يكن أبناء الشعب باطلاع واضح لها بسب التكتم والتكميم الذي كان يعيشه الشعب المغلوب على أمره وإلا فإن أمريكا وغيرها جاءت في وقت بلغ السيل الزبا وقد وصل أبناء الشعب إلى درجة أنهم ينشدون التغيير حتى ولو كان على أيدي كائن من كان لشدة اللوعة التي كان يمر بها الشعب نعم هذا الذي اسقط صدام بهذه الفترة السريعة وتلاشى حكمه وهوى نظامه .ويكفينا أن نمجد بالطغاة وان نجعلهم شهداء الأمة وهم الذين فروا من المعركة وأداروا ظهرهم عن الشعب ليلاقي مصيره المحتوم وانهزموا بأنفسهم علينا أن نترك هذه المصطلحات وهذه الثقافات الرديئة الرخيصة وعار علينا بعد أن انكشفت جرائمهم ضد الشعب العراقي تستمر بعض الأطراف المعارضة للوضع الجديد بقتل الشعب لأجل حاكم انهزم وسبّب بتكبيد بلده خسائر بالأرواح والأموال مالم نسطع تعويضها لمئات من السنين حري بنا أن ننظر إلى هذه الشعوب الحية التي وصلت إلى حالة من الغليان والهيجان جعلها تنتفض لأجل لقمة الخبز وحفظ كرامة انهدرت بسبب الإغلاق والتعسف التي يتبناها بعض الحكام العرب الذين ملئوا الدنيا بالشعارات الكاذبة والكلمات البراقة التي لم تجر عليهم وعلينا إلا الويل والثبور والذي يحدث اليوم في الوطن العربي من موجات غضب إنما هو امتداد لما حدث في العراق من تغير بعد 9/4 نيسان هو الذي جعل هذه الشعوب تفيق لكي تتخذ ما هو أصوب وأصلح وعلى الطبقة السياسية في العراق أيضا أن تلتفت إلى هذا الغليان لأننا في العراق لازلنا نعاني من بعض المشاكل التي تهز مشاعرنا يوميا ولعل أخطرها وأهمها فقد الأمن والخدمات والتي وصل ضررها وشررها إلى العظم كما يقال وعلى الحكومة أن تسارع إلى تفعيل هذين الملفين وتصحيح مسارهما وخاصة بعد أن أخذ السياسيون حصتهم وأدوارهم وأصبح الكل مشاركا وليس هناك تهميشا أو إقصاءا لأي مكون من مكونات الشعب العراقي .ولعل جرائم الإبادة التي تعرض إليها أبناء الشعب في الأيام الأخيرة وخاصة في تكريت وديالى وكربلاء والشعلة تدفعنا إلى أن نذكِّر السياسيين والمسؤولين أن يتحلوا بأعلى درجات الصدق والمهنية مع أبناء شعبهم والذين كانوا سببا في إيصالهم إلى سدة الحكم فأكلوا من الامتيازات حتى التخمة. لقد وصل الشعب العراقي إلى درجة لم يستطع أحد منا أن يتكتم على قتل الناس أنا أتحدث إليكم يا أبناء الشعب واعرف نفسي أني لا أملك من الأمر شيئا إلا قلمي وورقتي البيضاء ولكن أشعر أن القلم قادر على أن يصنع شيئا في تصحيح مسارنا نحو بناء الإنسان كي لا يثور الشعب في العراق أقول لابد من تفعيل الملفين الهامين الخدمات والأمن وذلك من خلال تشخيص الجريمة والجناة ثم وضع العلاج المناسب لهذا الداء الذي فتك في شعبنا والعلاج الذي أعنيه لا ينحصر فقط في الدور الأمني وإنما هناك الفكر والثقافة التحريضية التكفيرية الخارجية التي غزت الشارع العراقي حتى وصلت إلى البيوت والأطفال ووصلت داخل السجون العراقية والأمريكية وهذا أمر خطير للغاية فكم من السجناء الذين أُطلق سراحهم عبر صفقات سياسية رجعوا إلى قتل الناس بشراسة هناك دور فكري وثقافي معتدل ولكنه مفقود أدائه بين المجتمع بصورة واضحة جلية ولذلك نرى بعض المجرمين تمرسوا الإرهاب وتعلموه داخل هذه السجون التي هي بعيدة عن أنظار المسؤولين وأخيرا أدعوا أبناء الشعب العراقي إلى مزيد من التلاحم ورص الصفوف كما ادعوا إلى تنفيذ أحكام الإعدام بحق المجرمين الذين يريقون الدم العراقي وادعوا إلى تفعيل قانون مكافحة الإرهاب المعطل!!وبهذه المناسبة أدعوا شبكة الإعلام العراقي ومؤسسات الرصد العراقي كي ترصد الإعلام وترصد المتحدثين من خارج العراق الذين يدعون إلى ذبح الشعب العراقي وإهدار دمه بحجج واهية ويكفينا مجاملات جرَّت علينا المهالك و لربما يقول بعض الناس نريد أن نحافظ على الوحدة الوطنية فلا نسمي هذا الطرف الذي أوغل في الجريمة أو ذاك الطرف!! وأقول لكم وبهدوء وهل تفجيرات كربلاء وقتل الزوار وتفجيرات تكريت وديالى والشعلة هي التي سوف تحافظ على وحدتنا الوطنية أم هي قطع لأواصر تلك الوحدة والتي يسعى الإرهابيون لتمزيق عُراها عن طريق إثارة أبناء الشعب عبر هذا القتل المتعمد أقول يكفينا هذا التراخي ولنقف بحزم أمام التحديات اصحوا أيها المسؤولون كنت أسمع لبعضهم يقول لابد أن نشرك الجميع حتى ينتهي العنف وهذا موقف وطني تبنيناه داخل التحالف الوطني طيب أعطينا الجميع ولم ينته العنف وسوف لن تنته هذه الجرائم إلا إذا شخصنا المرض ووضعنا الدواء وقطعنا رأس الأفعى أيها المسؤولون في العراق أبناء الشعب العراقي قدموا لكم الكثير وهم ينتظرون منكم حقوقهم في العيش والأمان والاستقرار واتقوا ثورة الشعوب إذا غضبت.
الشيخ الدكتور خالد عبد الوهاب الملاعضو التحالف الوطني رئيس جماعة علماء العراق في الجنوب
https://telegram.me/buratha