انظمة عتيدة تتهاوى .....رغم انها انظمة ...علمانية..حليفة لدول العالم الغربي - الحر ....صديقة (وهو الاهم).....لاسرائيل !الاغرب ان هذا الغرب ...وهذه الـاسرائيل ...يتفرجان ....ويبدو لاول وهلة انهم متفاجئون لما يجري ويقدمون النصح للانظمة العربية بضرورة القيام بـاصلاحات ..!!وحيث اننا عراقيون وقد خبرنا تجربة الانظمة الفردية اكثر من غيرنا وعرفنا معنى الحزب الحاكم والامن والمخابرات وحتى الشرطة ....فان مايثير الاستغراب بالنسبة لنا هو السماح بالتخطيط للتظاهرات ثم امتناع الانظمة واجهزة البطش القمعية عن وأد هذه التظاهرات في مهدها فضلا عن السماح لها بالاعلان عن نفسها والدعوة لها بهذه الصراحة التي تصل بعد كل الاحداث السابقة في مصر وتونس الى ترتيب (جمعة الغضب) !هل كانت الاجهزة الاستخبارية لكل هذه الانظمة نائمة لاتعلم بما يدور من حولها وهي التي تحصي الانفاس على شعبها؟هل كانت الاجهزة المخابراتية الدولية بعيدة عما يجري وعما اعد وخطط له وهي التي ساهمت بشكل فعال في قمع كل حركات التحرر في الدول الحليفة لها؟ ولعل المثال العراقي او السعودي خير شاهد على ذلك !!ثم وعلى ذكر الاعداد والتخطيط.....من هو المعد او المخطط ...؟؟ لكل ثورة او أي تحرك مهما صغر حجمه لابد من محرك ومخطط ولابد من وجود قيادات وكوادر .....بل لابد على الاقل من وجود شخص واحد يمثل رمزا تلتف حوله الجماهير وتاتمر بامره وفي اغلب الاحوال لابد ان يكون هذا الشخص خارج البلد في ظل هذه الانظمة الشمولية !اما الشعوب فنعرفها....ولعل المثال العراقي وتظاهرات الكهرباء الاخيرة وكيفية تعامل حكومة لازال عودها طريا ولايمكن المقارنة بينها وبين تلك الانظمة العتيدة الا انها استطاعت بسهولة من احتواء وتفريق التظاهرات التي اشعلتها حرارة الصيف العراقي اللاهب في ظل غياب الكهرباء فضلا عن غياب وتردي معظم الخدمات الاخرى وتخبط المشهد السياسي وكون الساحة العراقية مفتوحة للتدخلات الخارجية وغياب الخشية والرهبة الحقيقية من قمع السلطة مقارنة بالدول العربية الاخرى والوضع قبل 2003......فاي سحر هذا الذي حرر هذه الشعوب في ان واحد من ربقة هذا الخوف الازلي؟والامر لايتعلق بدولة او نظام بعينه فان اليمن والاردن والجزائر وموريتانيا تجري التسخينات اللازمة لدخول الملعب بدورها لتلتحق بالركب المصري والتونسي !تخلف الانظمة ؟ غياب الديمقراطية الحقيقية ؟ سوء الوضع المعيشي ؟ ...نعم هي مبررات لكنها ليست بالجديدة اولا ثم انها ليست حكرا على المنطقة العربية اذ تشمل الكثير من الانظمة الاسيوية والافريقية واللاتينية !اما الحالة المصرية فانها تتمتع بخصوصية كبيرة لدور وثقل مصر العربي والافريقي اولا ...ولحجم علاقتها بالولايات المتحدة والاتحاد الاوربي واسرائيل ثانيا.....وهؤلاء التزموا صمتا مريبا حتى اللحظات الاخيرة التي كشفت عن تخليهم عن النظام الصامت بدوره !في مصر خصوصا يهيمن تيار اسلامي متنوع يمتد بين التيار السلفي التكفيري المتطرف وبين الاسلاميين المعتدلين الذين نراهم يهيمنون دوما على نقابات هامة كنقابة المحامين مثلا فضلا عن الجامعات والاوساط الطلابية الاخرى ....فهل ان اسرائيل او امريكا تنتظر مشهد احتجاز طواقم سفاراتها كرهائن تكرارا لمشهد 79 في طهران ؟؟!هل فرط هؤلاء بهذه السهولة بالعلاقة مع النظام المصري وعمر سليمان ومخابراته واحكامهم لحصار غزة عبر معبر رفح وووووو .....هل فرطوا بكل هذا واستعدوا لمواجهة مع نظام يهيمن عليه اسلاميون ناقمون على السياسة الامريكية ويتعطشون لالقاء اسرائيل في البحر؟!وارجو ان لايسخر البعض من عقله فيتصور ان حركة كفاية مثلا ومثل ايمن نور او محمد البرادعي سيكون هو الزعيم الشعبي التقليدي !بقراءة للديمقراطية العراقية بعد 2003 وادارة الولايات المتحدة للعبة الديمقراطية بطريقة احترافية بارعة اجد ان امريكا حركت اول قطعة دومينو وهي الان تتمتع بمشهد تساقط القطع وماسنتنتجه من اشكال يضرب بعضها بعضها بما يعني بالتالي غياب أي نظام عربي قوي ....لانه وببساطة شديدة فان الشد والجذب الحزبي ووجود الاقليات والاعتماد على نجاح الانظمة المتهاوية في تحجيم الاسلاميين قدر الامكان وتغييبهم واقصائهم عن الساحة للعقود الماضية سينتج فوضى سياسية بعد هذه الفوضى في ظل سياسة (فوضى خلاقة ) امريكية ستخلق انظمة ملبننة في العراق ومصر والجزائر واليمن وتونس ....انظمة هشة منهمكة بوضعها الداخلي المتازم دوما ...تفكك محتمل في بعض الدول نتيجة انقسامات صنعتها سياسات الانظمة السابقة وفشل الانظمة الجديدة !ان انهيار أي نظام عربي يعني البدء من نقطة ما تحت الصفر لبناء دولة جديدة تمر بكل تخبطات ودهاليز بناء الدولة العراقية بعد 2003 لاتكلف الادارة الامركية أي مجهود مالي او حربي او اخلاقي ...لابل انها ستتخلص من عبء هذه الانظمة وعارها الذي تنوء به الادارات الامريكية المتعاقبة ولاجله تحملها الشعوب العربية مسؤولية وجود هذه الانظمة وبقائها ولايعقل قطعا ان تقوم الولايات المتحدة بغزو مصر لاقامة الديمقراطية فيها كما لايعقل لاحقا ان يحمل احد مسؤولية فشل الانظمة الجديدة في اقامة دولة ونظام جديد بالمواصفات التي كان يحلم بها الشارع العربي وينادي على مر العقود الاخيرة بما رفع من شعارات هنا وهناك سيجد من العسير تطبيق حتى الجزء اليسير منها بدرجة حرارة المطبخ الامريكي !انها رصاصة الرحمة على العلاقات العربية المحتضرة...وعلى الجامعة العربية الميتة سريريا ....وعلى قمة بغداد في مهدها !سيعيد التاريخ نفسه في تونس ومصر وغيرها ...وسيتكرر المشهد العراقي...وبدلا من الاعتياد على لعن امريكا ستلعن هذه الشعوب بعضها بعضا هذه المرة......ولايصح باي حال ان نقول ان الطباخ الامريكي كان غافلا فـ(شاطت) البطخة تحت يده...لانه هو من وضع (الشواط) ضمن مواصفات هذه الطبخة السريعة !بالامكان طبعا تلافي الكثير من هذه السلبيات والخروج باقل خسائر ممكنة اذا قبلت الجماهير ان تكتفي باسقاط النظام ثم تعود لتنام من جديد لا ان تحاول الاشتراك في تشكيل الحكومة ليصار الى اعادة الحكومة ذاتها بوجه جديد كما حصل في تونس !حيث كان يراد ان يزال بن علي ثم يكلف رئيس وزرائه ووزراء داخليته ودفاعه وخارجيته بتشكيل الحكومة وادارة البلاد وتعليق كل الجرائم السابقة بعنق بن علي فحسب ثم يغض الطرف عن جلاوزة الامن والمخابرات ....باختصار كما كان يراد ان يحدث في العراق الذي لو قبل ولم يطالب بانتخابات وكتابة دستور لما اكتشف ال سعود ان غالبية العراق رافضة يزورون القبور وان غالبية سنته اشاعرة ضالون !تريد ديمقراطية .....اتركها لامريكا تركبها بمزاجها....تريد ديكتاتورية ؟ اسكت عن حلفاء امريكا !
الخلاصة.....اذا الشعب يوما اراد الحياة..
فلابد ان تتصرف امريكا !
هشام حيدر- كاتب رجعي يؤمن بنظرية المؤامرة الخرافية ويحمل امريكا مسؤولية نزاع الاسماك في البحر!الناصريةhttp://husham.maktoobblog.com/
https://telegram.me/buratha