عزت الأميري
نعم أنقضت زيارة الأربعين وفيها عجزت الأقلام والمشاهد ان ترسم لوحات المجد التي سطرها سير الملايين طوعيا بذاك التفويج الارادي نحو كعبة المجد الثورية الحسينية ،كربلاء ولكن هناك غصات كانت تقف ليس كنبتة سوء في طريق ذاك العلياء السامد الشاهق بل طوتها بهجة الحزن إذا كنت موفقا في ذاك التوصيف! فلاول مرة في الأمم التي قرأت وسمعت أجد عند كل الناس لذة وإبتهاج في لوحات الحزن الذي بالملايين إليه يتدفقون غير مبالين لابالموت ولا حتى براحة الاقل لايبحثون عنها مطلقا في مسيرتهم نحو الشهيد الثائر.. وهذا من قمة الاخلاقيات النفسية في الذوات البشرية! لاتأفف .. لاهسيس ,,, لاشكوى ,, من منام من مأكل من تضييق من زحام من برد من مليون من!!سيارات وعبوات في كل مسار.. ودماء سالت طهورا... كانت غصّة تتكرر كل سنة...جرعناها بصبر وجزع لاجل صاحبة المصيبة زينب الحوراء...سيارات نزرة لنقل الزوار العائدين لاتتناسب مع كثافة حجومهم جرعها الناس بالمشي في طريق العودة أيضا!! مسرورين انهم وفوا بيعة المجد للحسين وخطه الثوري ذهابا وإيابا... ولكن هناك غصّة كبرى حكومية للاسف لايمكن بعد إنقضاء مراسم الأحزان أن لانشير إليها!الغصّة ان الناس في كل محافظة وناحية وقضاء وقرية ودار مشيدة بالقصب والتنك والفقر تركت كل شيء وتوجهت إلى سير قافلة الشهداء لم يعد يهمها ،أرزاقها اليومية او مصروف جيبها العائلي ولكن أما كان يستحق الحسين ع في يوم أربعينيته الخاصة البهاء والآلق التاريخي والعالمي التراثي أن تكون ((عطلة رسمية)؟ نعم كانت هي الغصّة التي لاتُنسى تُسجل مآخذا على حكومتنا فهل من المعقول على من لم يستطع الذهاب لامشيا قبل أيام ولا بالسيارات التي ليس لها مسار خاص ، أن يدخل يوم الاربعين في دوام رسمي وهو يحمل مواساة خاصة للمناسبة العالمية؟فبدل ان توفر له الدولة كمسلم ومناسبة لها أفق وأبعاد وطنية ،راحة رسمية للاستعداد النفسي للحزن ومراسمه من خلال زيارة المراقد المعروفة داخل بغداد والإستماع للمراثي والقصائد الخوالد التي ألهبت حماس الناس على إختلاف مشاربهم نجد الحكومة تهشم تلك المرتسمات القيمية وتسكت على الدوام في يوم الاربعين تحسبه يوما كسائر أيام الصادرة والواردة وسجل الغياب وتفاصيل الوظيفة المعروفة! تألمت أشد الألم وانا أجد في تراث اليابان مثلا أيام أحترم سطوعها القيمي في تراثهم عطلة رسمية ولكن الاربعين دوام رسمي في بغداد!!ففي اليابان يحتفلون في 1 يناير بعطلة تمتد من 3-10 أيام!! ويحتفلون في 21 مارس بيوم الإعتدال الربيعي! وفي 29/نيسان بيوم النبات! وب5/ مايو يوم الطفل وب18 يوليو يوم البحر!!! وفي 19 سبتمبر بيوم تقدير كبار السن!! أما عطلاتنا فلاتهمني كثرتها أوعدم تنظيمها ولكن يجب أن تحترم خيارات الاغلبية وخاصة أن هناك هجمات شرسة على المعتقدات المذهبية لهم وقنوات وصرفيات مليونية لطمس تلك الإضاءات التي تولدها سيرة الائمة الخالدين في نفوس كل إنسان بالنظرة العالمية التي من منبعها تجد ثورة تونس وثورة مصر وثورات ضد الظلم قادمة لامحالة تزلزل عروش الطغاة. أليس من الحكمة على حكومتنا الوطنية أن تبادر بتنظيم جداول الحياة اليومية للعراقيين وتحترم تلك الجذوات التي تتقد في نفوسهم وتساعدهم على إنهاض قيم ذوي المناسبات العظام؟ فكيف لاتكون في النفوس غصّة وزيارة الاربعين يوم عادي بالمفهوم الحكومي ويوم دوام رسمي؟!
https://telegram.me/buratha