المقالات

مشهد اعلامي..تونسي...للتاريخ..ولمن يعتبر

962 16:51:00 2011-01-31

الدكتور يوسف السعيدي

مشهد اعلامي..تونسي...للتاريخ..ولمن يعتبر---------------------------------------من المكاسب المهمة التي حققتها الإنتفاضة الشعبية التونسية هي تحرير الإعلام من التبعية العمياء للنظام البائد ، ومن الإنقياد التام لمقرراته القاضية بتلميع صورته وتزييفها على حساب الحقيقة وعلى حساب حقوق عامة الشعب ! .. والقناة السابعة التونسية خير مثال على النفاق الإعلامي الهادف إلى الحفاظ على المنصب الصحفي بمسايرة السياسات التعسفية لأصحاب القرار ، وتحريفاتهم وتضليلاتهم وتعتيماتهم ، حتى ولو ضاع مع كل ذلك التطبيل معنى المصداقية المهنية ، ومعنى الرسالة الصحفية النبيلة ! ..فطاقم تلك القناة كان كله مؤيدا ومطبلا للنظام الديكتاتوري حتى لحظاته الأخيرة التي قبره فيها الشعب ، وكانت ألسن مذيعوها تلوك مصطلحات من أمثال : (الأعمال الهمجية .. والتخريبية .. واللامسؤولة (لبعض) الشباب (الطائش) ! .. وكانوا يظهرون مقنّعين بالحزن المصطنع ، تماما كأثر مستحضرات التجميل التي يحرصون على وضعها قبل إطلالاتهم التهريجية ، وكانت عيونهم تغرورق بدموع التماسيح خوفا على مناصبهم التي لايستحقون شغلها لأن أغلبهم نالها عن طريق الحظوة والرشوة والمحسوبية ، ومستوياتهم أضعف من مقارنتها بمستويات البطالين الذين تعج بهم مدن تونس وقراها ، دون أن ينالوا الفرصة لإثبات ذواتهم ومهاراتهم تحت سياسة التهميش الممارسة ضدهم ! ..ونفس الطاقم شمّ رائحة (شرف المهنة) فقط عندما أطاح أحرار اليوم و(همج) الأمس بطاغية اليوم و(فخامة رئيس) الأمس ! .. حينها فقط تحوّل المأتم إلى فرح ! .. حتى إن إحدى المذيعات سارعت بإرتداء أزهى ثوب لديها ، وفي إعتقادها أن الشعب سيرضى عنها إذا ما أطلت عليه وعلى وجهها تلك البسمة العريضة ، أوعلى رموشها تلك الرشات اللامعة تحت الأضواء الكاشفة من المساحيق ، ليفاجئها أحد المواطنين الذين لم يعودوا يطيقون النفاق والمجاملة : [ ألا تخجلين من نفسك متزينة والبلاد تعيش حدادا على شهداء الثورة ؟! ] ..كما اخبرني احد اصدقائي من الاطباء التونسيين ، فكان كمن صفعها وأيقظها على وقع كلمات الصدق والحقيقة ! ..ونفس السيناريو الذي عرفته تلك القنوات الحكومية التونسية ، تشهده القنوات المصرية هذه الأيام ، ولمن فاتته متابعة أجزاءه التونسية كاملة ننصح بالمسارعة إلى متابعة النسخة المصرية لأنها في بداياتها نحو تحول سياسات وتوجهات ، وحتى لهجات ونبرات الأصوات لكثير من القنوات ، على غرار السابعة التونسية التي أمّم رقمها وأصبحت وطنية ...انها عبرة لمن يعتبر اليس كذلك؟

الدكتوريوسف السعيديالعراق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك