المقالات

قراءة الحواسم المصرية

908 17:36:00 2011-01-31

/ حافظ آل بشارة

هناك تشابه كبير بين الانتفاضة العراقية التي حدثت مع سقوط النظام في نيسان 2003 وبين الانتفاضة المصرية التي مازالت متواصلة ، انه تشابه بين النظامين الشقيقين وطريقتهما في قمع الشعبين الشقيقين ايضا ، خلال يومين شهدت مصر حملة سلب ونهب تشبه الحواسم العراقية الشهيرة ، وتعود الحواسم في البلدين الى ثلاثة اسباب اولها وجود لصوص في كل مجتمع يتحينون الفرصة لممارسة السرقة بكل اشكالها ، والثاني ان الناس في ظل النظام القمعي يعجزون عادة عن التمييز بين ممتلكات الدولة وما يتصورون انه ملك للحكومة التي تقترب من السقوط ويعتبرون تحطيم تلك الممتلكات او الاستيلاء عليها مجرد تعبير عن الانتقام من الحكومة وهذه مشكلة ثقافية ، والسبب الثالث هو ان النظام الذي يقترب من السقوط يرسل بعض قواته السرية للقيام باعمال سلب ونهب لتشويه سمعة الثورة والقول بانها ليست ثورة شعبية بل هي مجرد هجوم بلطجية ولصوص وقطاع طرق ومع تشويه الثورة يصطنع النظام ذريعة لقمع الجماهير بحجة مواجهة اعمال السلب والنهب وقد تنطلي اللعبة على كثير من الناس ، وقد سمى صدام انتفاضة الشعب العراقي بصفحة الغدر والخيانة ووصف المنتفضين بالغوغاء ، ولكن في خطوة أكثر اثارة يبتكر النظام المهدد بالسقوط خطة هدفها سحب المتظاهرين من الشوارع واعادتهم الى منازلهم ، واشغالهم بانفسهم وذلك عندما يكلف فرقا خاصة وسرية من قواته بمهاجمة الاحياء السكنية ودخول المنازل وسرقة ممتلكات الناس المنشغلين بالتظاهرات او الاعتداء على النساء والاطفال الامر الذي يجعل المتظاهرين يعودون لحماية مساكنهم وبذلك تضعف موجة التظاهرات ، وفي تدبير آخر اكثر خطورة يتم اطلاق السجناء الخطرين والمجرمين المتوحشين من السجون بحجة انفلات قبضة الحراس وتركهم يشنون حملة قتل ونهب واسعة في المناطق المدنية لفتح جبهة تجبر الناس على الانشغال بها وترك التظاهرات ، وعندما تحذر الدول الكبرى والامم المتحدة القاهرة من استخدام العنف ضد المتظاهرين ستلجأ الحكومة المهددة بالسقوط الى اساليب ملتوية وقمع مقنع لاخماد الثورة بدون ان تترك ادلة على تورطها ، ولا تتوقف التدابير عند هذا الحد فقد يخترع خبراء النظام فكرة تبادل الادوار بين الاجهزة القمعية ، كانت الشرطة وقوات الامن الداخلي هي المسؤولة عن موجة القمع الاولى التي واجهت بها الانتفاضة لكنها فشلت في اخمادها وفقدت هيبتها ، فقام النظام بسحبها من الشوارع عبر تمثيلية استبدال الشرطة بالجيش الذي ينزل الى الشوارع تحت عنوان حماية المتظاهرين من بطش الشرطة وصب اللعنة على وحدات الشرطة واعتقال وزير الداخلية وكيل المديح للجيش ، السيناريو العراقي تكرر في مصر جملة وتفصيلا شكلا ومضمونا ، ويخشى المصريون ان يقرر العرب المجاورون ارسال قطعان التكفيريين الى مصر كما فعلوا في العراق مستغلين الفوضى ، لكي يبدا فصل من الابادة الشاملة التي تعقب سقوط النظام وهذا ما لا نتمناه لمصر والمصريين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبد التميمي
2011-02-01
اخي الكاتب العزيز يجب ان تعرف شي حقائق اغلت عنها ام تغافلت لها. اعلم اولها ان ما حصل من تغيير بالعراق كان بفعل التدخل الامريكي ولم يكن منا واما مصر فهي انتفاضه تغيير دون مساعده احد وراينا الجيش كيف يحفظ الامن دون ان يقمع المتضاهرين اعتقد ان التغيير العراقي الصحيح لم يبدىء بعد رغم مضي اكثر من 8 سنوات من سقوط الصنم ارجو منك ملاحظه ذلك
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك