المقالات

(( للغنوشي راشد : طاغيتكم بن علي لايفرق عن طاغيتنا بن صبحة ))

1165 19:39:00 2011-01-31

حميد الشاكر

من ضمن ازدواجيات الانسان العربي لدينا نحن المسلمون ، والتي خلقتها عدة عوامل عقدية منحرفة واخرى سياسية وثالثة تربوية .... هي تلك الازدواجية التي بلورها زعيم النهضة التونسية الاسلامية او التي كانت اسلامية راشد الغنوشي وموقفه التحريضي المفاجئ ضد الدكتاتورية في تونس وفي غيرها من العالم العربي بعد ان ايقن بسقوط رئيس تونس بن علي على يد ثورة فقراء تونس ومعتريها !!.كان للعراقيين مع راشد الغنوشي قصص واحاديث كثيرة ، عندما كان طاغية العوجة صدام حسين يجثم على صدر العراق والعراقيين بالحديد والارهاب والنار كدكتاتور لم يعرف له التاريخ مثيلا ولكنّ وياسبحان الله كان رسول طاغية العراق انذاك للمعارضة العراقية في لندن بعد انتفاضة شعبان 1991م ، هو راشد الغنوشي هذا نفسه الذي لم تصدح حنجرته بالتنديد بالدكتاتورية الا بعدما سقط مرعبه بن علي من على سدة العرش التونسي !!.لااعلم ماهوالفرق بين دكتاتورية بن علي البغيضة حسب تعبير راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الاسلامية التونسية والذي الان يطالب باجتثاثها وحزبها من تونس وبين دكتاتورية طاغية العراق انذاك صدام حسين عندما كان يرى فيه الغنوشي انه الخليفة عمر بن الخطاب العادل ، والمخلص والديمقراطي جدا والذي ينبغي على المعارضة العراقية ان تتنازل له وتسانده في حكمه ومشروعه القومي العظيم عندما حاصرته نيران الاحتلال الامريكي قبل اسقاطه ؟.

راشد الغنوشي ايضا هذا هو نفسه الذي اجتمع بالمجاميع الارهابية في تركيا بقيادة اعتى السفاحين والمجرمين والقتلة امثال المحرّض الهارب عدنان الدليمي عندما اعلنها حرب طائفية على الشعب العراقي ، وتجربته الديمقراطية الجديدة ، وغيره من قيادات البعث الفارّة من وجه العدالة العراقية الذي ازهقوا لبضع سنوات قليلة من ارواح العراقيين مئات الالاف بالانتحاريين المستوردين من السعودية والاردن وتونس والمغرب واليمن....وبالسيارات المفخخة والذبح المنظم في الطرقات وداخل اقبية المذابح ، وكان الغنوشي راشد انذاك يجلس بينهم كتفا لكتف ، لمساندة كل هذا الطغيان والدكتاتورية المُدعومة من قبل اعتى النظم السياسية العربية الدكتاتورية ، التي لم ترى لها خصما الا ذبح الابرياء العراقيين وحرق الاطفال وتمزيق اشلاء النساء في اسواق العراق !!.أعود الان واسأل ماهو الفرق بين دكتاتورية فرعون مصر ومن قبله طاغية تونس بن علي الذي سعى راشد الغنوشي وغيره من منافقي القومية المصرية للترحيب باسقاط كل الدكتاتوريات العربية ، بينما كان على العراقيين محرّما ومجرّما ان يطالبوا باسقاط طاغية العراق الذي لو حسب حسابه مع ابن علي لاضحى ابن علي التونسي كالطفل او الحمل الوديع امامه !!.بن علي التونسي لم يحفر مقابر جماعية لشعبه تحت الارض ويدفنهم احياء هم واطفالهم ونسائهم ، ومع ذالك يطالب اليوم راشد الغنوشي بمحاكمته كمجرم ضد الانسانية كما فعل العراقيون مع طاغيتهم المقبور !!.وحسني مبارك لم يضرب شعبه بالمواد الكيميائية السامة كما فعل دكتاتور العراق صدام حسين بشعبه ولكنّ مع ذالك قوميي مصر الذي لعقوا قندرة طاغية العراق واستماتوا بالدفاع عن عرشه قبل ان يسقط ، وحرضوا بعد اسقاطه على تجربة الشعب العراقي الديمقراطية ، ودعوا لاسقاطها يطالبون اليوم باجتثاث حسني مبارك ، ونظامه مع المتظاهرين من شباب مصر لتقوم عندهم ديمقراطية شبيهة او قريبة لما هو موجود في العراق ؟!.هذه مأساتنا العربية والاسلامية مع قادة معارضة عربية واسلامية ادمنوا النفاق والازدواجية في المعايير في كل شيئ ، ولهذا عجز هؤلاء المزدوجين من ان يكونوا خمينيين اخرين صادقين ، يتمكنون من قيادة شعوبهم للثورة والانتصار ، بل بقوا على الهامش هلعين خائفين الى ان قامت الشعوب نفسهابازالة طواغيتها ليعود اليوم الغنوشي وامثاله ليتحدثواعن ضرورة اسقاط الطاغية والدكتاتور كمدخل لسرقة جهود شعوبهم التي تركوهافي المحرقة لوحدهاولم يشعروا بضرورةالكلام الا عندما اسقطت الشعوب طغاتها !!.ليس لديّ مطلقا مشكلة مع راشد الغنوشي وامثاله ولا مع شعوبهم وكيفية تعاملها مع هذه النماذج ،ولكنّ لديّ مشكلة مع كل من لم يساند الشعب العراقي في يوم محنته ، ومع من وقف بالضد من خلاص الشعب العراقي من دكتاتوريته آنذاك !.راشد الغنوشي وغيره لايمكن لهم ان يكونوا منطلقات انتصار للشعوب المستضعفة لانهم ومنذ البداية ارتضوا ان يكونوا ضد الدكتاتورية عندما تمنعهم مغانم السلطة ومعها عندما يكونون ذيلا لهذه السلطة !!.أما متى يفيق هؤلاء من لوثة الازدواجية هذه ليميزوا بين الخبيث والطيب ، ويعرفوا الحق ليعرفوا اهله والباطل وجنده ؟.فهذا امر منوط بحالة التغيير والمراجعة والتوبة الى الله سبحانه مما اقترفته ايديهم من ظلم لانفسهم اولا وظلم للاخرين ثانيا وعلى من يريد ان يكون خلفا للدكتاتورية ان يبدأ بنفسه فيصلح من تاريخها الدكتاتوري الاسود وينتهج العدالة في الموازين والخطاب والحكم ، ليكون الطاغية والدكتاتور هو الطاغية والدكتاتور التي من حق الشعوب الثورة عليه سواء كان بن علي في تونس او صدام حسين في العراق او حسني مبارك في مصر او ال سعود في جزيرة العرب !!._______________________________________

alshakerr@yahoo.comhttp://www.blogger.com/profile/06210792549531027877

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ام زيد
2011-02-02
مستحيل اي رئيس يكون مثل المجرم الحقير لعنه الله عليه صدام .شخص تربى على شرب الدماء .واما مانراه الان مبارك وغيره تعلموا واخذوا الدروس من صدام ولكن النهايه الى مزبله التاريخ.والحساب يوم القيامه وسيعلموا الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبه للمتقين.اللهم اجعلنا مظلومين ولاتجعلنا ظالمين.هذا شعارنا من يخاف الله يقول هذا الكلام اللهم اجعل الظالمين بالظالمين وابعد المؤمنين امين اليوم العراق المذبوح يتفرج على شاشته الصغيره جاء وقت القصاص.اللهم لاشماته
حميد عبد الحميد
2011-02-01
السيد راشد الغنوشي كان ضمن الوفد (12)شخصية من قادة الاخوان المسلمين(من مصر والسودان والجزائر وتونس والاردن وفلسطين/مقيم في لندن /واليمن وتركيا و...) في العالم الذين تحملوا مسؤلية السفر في حينها الى الجمهورية الاسلامية في ايران للتحالف وباي شكل من الاشكال( عدا قيادة التحالف التي لا يقبل صدام ان يسلمها لاحد بل حتى لهؤلاء القادة حسب زعمهم )مع حكومة صدام لتخليص العراق كي لا يصبح اندلس ثانية ؟!!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك