صلاح السامرائي
مر الشعب العربي بفترات تعاقبت عليه واخذت منه الكثير من ارواح ومن موارد ومن ثقافات في ظل احتلال استعماري حتى وصل الى مرحلة كان يظن انها مرحلة تحرر واستقلال وطني ونتجت عن هذه المرحلة حكومات ساهمت وشاركت بتلك الحركات التحررية بشخوصها وكياناتها واحزابها ولكن سرعان ما اتقلبت تلك الحكومات على شعوبها واصبحت مستعمرة لها ومستمدة من الاستعمار تجاربها في السيطرة على الشعوب فاخذت تحجر على العقول وتحارب المعارضين لها وتقمع شعوبها اذ لم تنصاع لمتبنياتها وآيديولجياتها الرمزية التي هي عبارة عن شعارات براقة مكتوبة باجمل الخطوط العربية وفي الحقيقة لم يكن لها اصول في ارض الواقع ومن افرازات هذه الحكومات استفراد اشخاص بالسلطة والجاه والمال والنفوذ كأن لهم حقوق الهية غير قابلة للنقاش وكل ذلك كان على حساب شعوبهم . واليوم نرى الشعوب العربية بدأت انتفاضتها وانقلابها على واقعها المرير سعيا للوصول الى التغيير , ان ما جرى في تونس الخضراء حرك الشعب العربي الى حمل المعاول لهدم رموز التسلط والدكتاتورية المفروضة عليه غير آبهين بظلم الحكام واجهزتها القمعية فتحرك الشارع المصري ليعلن مظلوميته ومطالبته بحياة حرة كريمة وتنحي رموز الدكتاتورية وكذلك فعل الشعب اليماني الكريم ونضجت الفكرة في الاردن واصبحت محط تأمل في الجزائر والتفاعل مستمر والشعور بلهيب الظلم انهض الهمم وهنا يجب الاشارة ونأمل من شعبنا العربي في كل مكان ان يكون التعامل مع الحركة التغيرية على غير المتوقع لان المتربصين بالمرصاد ويتحينون الفرص بغية اثارة الفتن وخراب البلاد وهتك العباد والتجربة العراقية خير دليل حيث حاول المتربصون بالعراق بعد سقوط نظام الظلم ان يزرعوا الفتنة الطائفية والقومية والعرقية بغية تفرقة الشعب وتجزئة قوته الموحدة وجعلها متصارعة ومتناحرة فيما بينها ونجحوا في ذلك لسنوات وبدأت المؤامرة على العراق تنكشف شيئا فشيئا المهم ان لاتتكرر المأساة لدى شعوبنا العربية للتقليل من الخسائر والتضحيات ولنكون اصحاب تجارب يحتذى بها ونابعة من واقعنا ومن تاريخنا ومن عاداتنا وتقاليدنا مستنفذين كل الطاقات من اجل انجاحها .
https://telegram.me/buratha