مهند العادلي
نحن ابناء الشعب العراقي تعودنا على المعاناة وعلى معايشة هموم الحياة اليومية حتى اصبحت جزء لا يتجزاء من يومنا الاعتيادي و لا نبالغ اذا ما قلنا ان العلاقة التي تربطنا مع الهموم هي اكثر من علاقة الاخوة وان كانت همومنا تختلف من انسان الى اخر لوجود الفارق الطبقي في الحياة , ولكن قد تكون معاناة مراجعة الدوائر الرسمية في العراق هي اكثرها شراكة بين ابناء الشعب وباختلافهم الطبقي حيث اصبح هذا الموضوع لا يمكن التخلي عنه و لا تخلو حياتنا من جوده .وهنا يكمن الاختلاف في الهم المشترك فصاحب الحظوة في المكانة الاجتماعية من حيث السلطة او الوجاهة الاجتماعية يكون همه اقل من الانسان البسيط الذي يضطر اذا ما اراد انجاز ما يخصه من عمل في هذه الدائرة او تلك وعلى وجه السرعة الى دفع الرشوة وألا فقد يقضي اياما في المراجعة لتلك الدائرة وفي كثير من الاحيان لا ينجزها ويواجه عقبات ادارية وروتين يوصله الى حد الجزع وبالتالي اتباعه اساليب غير قانونية لانجاز ما يروم انجازه من معاملة وهو في هذه الحالة قد عاد مجددا الى الطريق الذي رفض ان يسلكه منذ البداية و الاعجب ما في الحياة العراقية ان نفس الموظف الذي يمكنه ان يضع جبلا من العراقيل الادارية والقانونية ويطهر للمواطن البسيط الحرص والاحساس الوطني العالي هو نفسه ومقابل مبلغ زهيد يمكنه ان ينجز من الامور الادارية ما قد يعجز عنها رئيس الوزراء نفسه والسبب انه متيقن تماما لا يوجد أي جهاز رقابي نزيه يمكن ان يحاسبه على اعماله المشينة ويردعه عنها ولذلك فأنه بالتأكيد سوف يستمر ويتمادى في تلك الافعال ..........
https://telegram.me/buratha