المقالات

ابواق تواجه النهاية /

1110 16:57:00 2011-02-01

حافظ آل بشارة

هناك فريق تعيس من الساسة والاعلاميين العراقيين ربطوا مصيرهم بمصير النظام السابق ولشدة آلامهم ما زالوا يعتقدون توهما ان بمقدورهم افشال التجربة الديمقراطية الجديدة في بلدهم ، هؤلاء يكرههم الشعب وبعضهم مطلوب للقضاء وهم سائرون في طريق اللاعودة وهم بالمقابل يكرهون العراق بلدا وشعبا ويتمنون له الابادة ، وهم الآن يعتاشون على خدمة الحكام العرب الذين يشاركونهم السعي لافشال التجربة الديمقراطية في العراق لأن بعض اولئك الحكام كانوا يعتقدون بأن التجربة العراقية تفتح ابواب التغيير السياسي في المنطقة ، ولكن الآن التغيير يجري ليس بسبب العراق بل بسبب الغضب الشعبي في بلدانهم ، لذا على اؤلئك الحكام اعادة النظر في مخططهم الذي هدفه اسقاط النظام الانتخابي في العراق واعادة نظام المقابر الجماعية ، المعتاشون اعلاميا يروجون هذه الايام بأن موجة التساقط العربي التي بدأت بتونس ولن تنتهي بمصر يجب ان تمر بالعراق ! وهم يعرفون كم في هذا القول من التلبيس والمغالطة ، فالتظاهرات في اي بلد عربي هدفها تغيير النظام البوليسي بنظام انتخابي ، وكان العراق هو البلد الاول الذي جرى فيه التغيير بهذا الاتجاه ، والعواصم العربية ارادت عرقلة وافشال وتشويه التجربة فيه لتحمي نفسها من زلزال التغيير فنفذ بعض الحكام العرب مذابح جماعية في العراق واطلقوا العنان لاجهزة مخابراتهم التي جندت آلاف الارهابيين والانتحاريين والقتلة لاشاعة العنف والرعب والفتنة في هذا البلد الآمن ، وادى عدوانهم المتواصل الى اراقة دماء مئات الالاف من الابرياء واعاقة العملية السياسية وتقوية الفساد والاستقطاب الطائفي واضعاف الحكومة الجديدة ، والذي يجري الآن هو ان الدائرة دارت عليهم واصبحوا يدفعون الثمن ، لكن المعتاشين والمجندين من ابواق النظام البائد يواصلون خلط الاوراق ، وهم يعلمون ان الشعب العراقي لا يمكن ان ينتفض على نظام ديمقراطي صنعه بدمه وتضحياته ليمهد السبيل لعودة النظام الصدامي مجددا ، هذا الصوت النشاز المملوك يردد هذه النغمة في عملية تحريض جديدة مدفوعة الثمن . صحيح ان العراق يعاني من الارهاب والفساد وهما العدو الاكبر ، لكن الفساد هو تركة النظام السابق والارهاب هو تركة بعض حكام المنطقة ، العراق ليس بحاجة الى تظاهرات غاضبة بل هو بحاجة الى حكومة قوية قادرة على منع مخابرات الحكام من نشر الارهاب في البلد ، بحاجة الى جهد اعلامي شجاع يبني رأيا عاما باتجاه نصرة العراق في مواجهة التدخل الاجنبي في شؤونه ، العراق كله ضحية لهذا التدخل حكومة وشعبا لذا يشعر العراقيون بالتشفي وهم يرون ان العواصم التي ترسل الارهابيين الى بلدهم او التي تصدر فتاوى الابادة لذبحهم اصبحت تواجه مصيرها الاسود وتبحث عن مخرج فلا تجد ، عندما يرحل حكام الابادة والفتنة يستقر العراق ، ستبقى ابواق الاعلام المعادي بلا غطاء تواجه الانتقام الالهي ، سيجدون كل ما قبضوه من اموال السحت وبالا عليهم ، ذلك لأن كلماتهم المنحطة تحرض على قتل العراقيين وتشرعن الارهاب وتمارس الكذب وقلب الحقائق وتزيين وجوه الطواغيت .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2011-02-03
تحية طيبة .. قرات مقالة لكاتب قبل فترة يقول في مقالته الانتفاضة بدأت بتونس والقاهرة ومرورا ببغداد؟؟ لم افهم مايعنية مروراً ببغداد؟! ربما يريد ان يقول يجب على العراقيين ان ينتفظوا على البعثية والمجرمين الذين رجعوا للحكم مرة آخرى.. حسب علمي تخلصنا من دكتاتورنا القذر الذي قتل شباب وسبى العباد في العراق .. اما ان كان قصده للحكم اليوم الجديد فهذه حكومة منتخبة.. ولو حصل التزوير كان واضحاً لحساب البعثية والقومجية ،لكن الانتخابات القادمة ستغير الكثير ؟؟ مقالتك ممتازة وهذا هو القلم الصادق ..
زيــــــد مغير
2011-02-03
نعم أخي حافظ ..وفقك الله , لقد قلت الحق , ولكن ماذا نقول لمن ينعق مع الناعقين القومجية والعربجة ...وصدق السيد صادق الموسوي في قوله في قناة الجزيرة في مقابلة مع محكان الجبوري (العراق علوي وسيبقى علوي ) فهم يحاربون العراق الحر العلوي كي لا تطيح عروشهم كما أشرت في مقالك الرائع
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك