د. ناهدة التميمي
قد يضطر مبارك تحت الضغط الشعبي الهائل ان يتنحى ولو ان ذلك مستبعد ولكن نظامه لن يرحل ولن تفرط به الولايات المتحدة ولا دول الغرب ولااسرائيل .. فمبارك ذراع امريكا التي توجه بها ومن خلالها سياسياتها في الشرق الاوسط وهو العصا التي تنفذ اجندتها بها على الشعوب العربية والحكام العرب علاوة على انه الحافظة التي تحتضن اسرائيل وتحميها من اي خطر محتمل .. امريكا مدركة ان مبارك لم يعد صالحا للحكم فقد هرم الرجل وهو مصاب بالسرطان والسكري وكل امراض الدنيا ويرافقه ثمانية اطباء اينما ذهب وحل وتعرف تماما بانه منبوذ من شعبه وبانه لم يقدم لهم شيئا ولكنها لاتريد التفريط به وحتى ان اضطرت لتبديله فانها ستاتي بنظام او شخص شبيه به يسير على خطاه ويتبع نهجه كما فعلوا بالضبط حينما التفوا على الانتفاضة التونسية بأن اتوا بحاشية بن علي وكل من تربى على نهجه وسياساته ليقنعوا الشعب التونسي بان هناك تغيير ما قد حصل وبان ارادتهم هي التي انتصرت ولكن في حقيقة الامر ما ارادته امريكا ودول الغرب هو الذي حصل.
اسرائيل دعت امريكا ودول الغرب وكل الدول المؤثرة علنا للتدخل المباشر من اجل حماية مبارك ونظامه وملك السعودية صرح انه لابديل عن مبارك وتداعى الكثير من الجبابرة للدفاع عن مبارك وانجازاته الوهمية وانتصاراته الورقية التي لم تغن ولم تسمن .. فامريكا واسرائيل تهتم اهتماما كبيرا بدول الطوق .. اي الدول التي تشكل طوقا يحيط باسرائيل وخصوصا مصر لما لها من ثقل بشري وتاثير معنوي على جميع حكام العرب ودولهم, ومبارك بالذات لانه يمسك الامر بيد من حديد وهو الذي يقمع ويضرب ويمنع النملة من ان تقترب من حدود اسرائيل مبارك بالنسبة لاسرائيل هو صمام الامان ورحيله المفاجيء ومن دون ترتيب مسبق ومجي نظام حسب ارادة الشعب المصري يعني تهديد امور ثلاثة ستجعل الامر عسيرا وعسيرا جدا على الدولة العبرية: اولها تدفق الغاز المصري لاسرائيل فهو ربما يتوقف وهذا يعني توقف امدادات الطاقة القريبة والسهلة .. وثانيهما تدفق ماء النيل المصري عبر الانابيب لاسرائيل وهذا يعني تعطيش اسرائيل وتاثر مواردها المائية وثالثهما وهو الاهم الخوف من مجيء اسلاميين الى الحكم اذا ما تركوا الامر كيفما اتفق او للشعب ليختار بحرية مما سيؤدي الى تدفق المقاتلين والسلاح الى غزة و ربما فتح الحدود للجهاد في فلسطين وهذا الامر لن تقبل به امريكا ولااسرائيل ولذلك كل يوم تُعقد الاجتماعات الطارئة في ديوان نتنياهو لبحث اخر تطورات الاوضاع في مصر ومتابعتها بدقة وعن كثب .. نتنياهو اتهم الاستخبارات الاسرائيلية بالفشل في توقع الانتفاضة المصرية. مما يدل على اهمية الامر لهم.حاولت امريكا وبكل الوسائل والدعم الزج بجمال مبارك ليخلف اباه في الحكم فهو الاضمن للسير على خطاه ولكن الشعب نبذ الفكرة كما حاولت الدفع بعمر سليمان ليتصدى للامر وباءت المحاولة بالفشل رغم توليه منصب نائب رئيس الجمهورية الذي ظل شاغرا على مدى اكثر من ثلاثين عاما . لذلك وبناءا على هذه المعطيات فان امريكا لن تسمح ابدا بانهيار النظام المصري ,حتى لو اضطرت الى القبول برحيل مبارك فانها سوف لن تترك الامر للشعب ليختار رئيسه او حكومته بل ستلتف على الامر وستختار مباركا اخرا ولكن بثوب جديد .. هي ارادت التمهيد لعمر سليمان ولكن المصريين يعرفون تماما انه رجل اسرائيل وامريكا .. وما البرادعي وايمن نور وزويل الا ادوات امريكية اظهروها بثوب المعارضة ليكونوا بدلاء محتملين لمبارك حتى لاتفلت زمام الامور من بين ايديهم وليدفعوا بهم الى الواجهة وقت اللزوم .
https://telegram.me/buratha