عبدالله علي شرهان الكناني
لقد فاضت عيناي بالدموع وانا استمع الى مواطن مصري وهو يقول انه قضى ساعتين للحصول على الخبز بجنيه واحد .وأنا في ذلك اتخيل حالتين مرتا بالعراق الاولى عام 1991 ابان الانتفاضة الشعبانية المباركة والتي كان اصعب ما فيها هو الجوع فلولا بركات ارض الجنوب المليئة بالخيرات ومساعدات بعض اهل العراق الذين كانوا مغتربين في الكويت وايران وغيرها لكان الجوع سببا في وئد الانتفاضة ولكن الانتفاضة استمرت رغم انف الجوع حتى تكالبت الايدي من انظمة القهر والظلم وهبت هبة رجل واحد لإنقاذ نظام صدام من السقوط بعد حصول المباركة الأمريكية لذلك .اما الثانية فكانت عند احتلال العراق في 2003 حيث جاع الشرفاء ايضا والذين لم يستطيعوا ان يمدوا ايديهم للحرام ولم يعملوا مع القوات الامريكية ولم يطيقوا المشاركة في نهب اموال الدولة من خلال مشاريع الاعمار الوهمية فكان الجوع حليفا لهم .في الحالة لم يستطع الاعداء استخدام الجوع كسلاح للإذلال حيث صمد الفقراء لذا اضطر العدو لسلاح القتل والمقابر الجماعية .اما في الثانية فقد كان سلاح الجوع اقوى حيث تم استخدامه لتمييع قيم الشرف والنزاهة وجعلها من المثاليات البعيدة عن الواقع وحاملها منبوذ محارب تحيطه الدعايات الكاذبة والتسقيط والآلة الإعلامية المضادة حتى نجحوا في تعظيم شأن الفاسدين وخلق طبقة من السياسيين المروجين للفساد مستغلين جوع الفقراء وفقر الشرفاء وعدم تمكنهم من مقاومة الآلات الإعلامية المؤيدة للفساد مما عطل حصول المواطن على حقوقه في دولة كريمه تحترم المواطن ويحترمها المواطن .دولة تتخذ من العدالة منهجا ومن الحق دستورا لها واليوم أرى ان أخطر ما يهددج الثورة المصرية هو الجوع فالجوع قد يؤدي الى عجز الجماهير عن المطاولة امام مماطلة الحاكم والدعم الكبير الذي يحظى به من اشباهه فعلى الأخوة المصريين ان يتكافلوا فيما بينهم وأن يشدوا أحزمة البطون وأن لا ينخوا تحت ضغط الجوع فعليهم بالصوم حتى يفطروا على طبق من الحرية والكرامة وأن لا يفرطوا بثورتهم فيسمحوا لمنافق ان يرتقي على اكتاف الجياع وهنا ادعوا كل متمكن سواء كان مصريا أو غير مصري ان يعين اخوانه في مصر ويديم صمودهم فعدوهم محصن بتلال من الاموال المسروقة تمكنه من المماطلة وكسب الوقت حتى يفعل الجوع فعلته في الفقراء فلا تسمحوا ايها الشرفاء بذلك .
https://telegram.me/buratha