الدكتور يوسف السعيدي
كنت قد كتبت قبل عدة أشهر موضوعا حول السياسات العربية التي تستحق الدخول إلى قائمة موسوعة غينيس. و لأن لائحة الإنجازات العربية اللافتة التي تستحق التقدير كثيرة جدا، فإني ارتأيت أن أقترح من جديد بعضا منها لنيل شرف غينيس.- الإنسان العربي دائم التحسر على " أيام زمان". وهذا يعني أن تجربة التطور الطبيعية التي يعيشها العالم تنبثق عند العرب بشكل مقلوب. فقد كان حالهم بالأمس أفضل مما هو عليه اليوم. و في كل يوم جديد يزداد الوضع سوءا، ويزداد اندحارهم نحو الهاوية. لذلك لا يجد المواطن العربي إلا أن يبكي على الأمس، و لو كان الأمر بيده لتمنى أن لا يأتي الغد أبدا.- في كل سنة جديدة يتمنى العرب نفس الأماني التي حفظوها عن ظهر قلب ( تحرير فلسطين _ تحقيق الوحدة العربية _ عودة الأمن إلى العراق _ تعزيز الصف العربي _ إزالة الحدود بين الدول العربية...) وفي أحسن الأحوال تتحقق أمنية واحدة هي: اجتماع زعماء الدول العربية مرة كل سنة لتدارس الأمنيات و الإتفاق على إبقاء الوضع على ماهو عليه.
- مع اقتراب كل موعد من مواعيد مؤتمرات القمة العربية، يضع الشارع العربي كل ثقته في المجتمعين للخروج بقرارات شجاعة تغير واقع الحال. و في كل مرة ينفض الاجتماع كما جرت العادة تماما. لكن ذلك لا يمنع من انتظار مؤتمر جديد. لعل و عسى...- كل المصائب و الويلات العربية تقيد ضد مجهول.( أو ضد معلوم اسمه " المؤامرة ".). فالحكومات العربية ليست مسؤولة أبدا عن الأوضاع المتأزمة في التعليم و الصحة و البحث العلمي و الرياضة و الإقتصاد و السياسة... الغرب هو الذي أراد أن يكون العرب متخلفين. و هو الذي يمنعهم من تحقيق التنمية. و هو الذي لا يريد أن تحكم الدول العربية أنظمة ديموقراطية مسؤولة...و حتما سيكون الوضع أفضل لو رفع هؤلاء المتآمرون أيديهم، وتركوا شعاب مكة لأهلها.- التأفف و السخط على الواقع سمتان تميزان الإنسان العربي. لكنه تأفف مكبوت و سخط داخلي. و في عز الأزمات الإجتماعية لا يجد المواطن المغلوب على أمره إلا أن يرضى بالنصيب و يدعو الله من أجل أن يلطف في ما جرت به المقادير. لم التأفف إذن؟. فكل شيء بقضاء وقدر.- عندما يكون السياسي العربي في صف ( المعارضة ) يقدم نفسه كمنقذ للبلاد و العباد، ويصدح بصوته في كل المناسبات مدافعا عن الشعب و الطبقات الفقيرة، و منددا بالإستغلال و سوء توزيع الثروات و مصادرة الحريات... لكنه عندما يجلس بقدرة قادر على كرسي المسؤولية لا يجد الوقت إلا لمصلحته الخاصة. و تتحول أصوات الفقراء في حساباته إلى مجرد أصوات انتخابية في انتخابات النزاهة العربية...- المواطن العربي هو أشد الناس كرها للولايات المتحدة الأمريكية، لكنه أكثر الراغبين في الحصول على جنسيتها....تلك نماذج من الإنجازات و الوقائع التي ينبغي أن تسجل باسم العرب، لأنها صناعة عربية خالصة. و هي تستحق أن تزاحم إنجازات الآخرين لولوج عالم غينيس من أبوابه الواسعة.
الدكتوريوسف السعيديالعراق
https://telegram.me/buratha