محمد رشيد القره غولي
وقفة رجال دين مصر......الأحداث التي نراها في مصر، تدعونا إلى التفاؤل بالشعوب العربية،بعد أن يأسنا منهم. و تصورنا إنهم قبروا قبل أوانهم. فهذه الحركة الجماهيرية تدعونا إلى الفخر و الاعتزاز بهذا الشعب الحي، و تلك الشعوب التي تنتظر الفرصة و تلك التي أخذت فرصتها و انتزعت احد الدكتاتوريين العرب ألا وهو زين العابدين بن علي الرئيس المخلوع لدولة تونس الخضراء.بعد هذا التطور للأحداث التي لم تكن متوقعة من الساسة المصريين، وكانوا يتصورون إنها ردة فعل و سرعان ما تنتهي. كما و تصور البعض أن ماكنة قمع النظام المصري أقوى من تلك التي كانت في تونس و لن يصمد المتظاهرون إلا ساعات، لكن إرادة الشعب المصري أثبتت العكس و إنها أقوى من الطاغوت. و كنا نتوقع من رجال الدين في مصر سيقفون مع شعبهم و قفة مشرفة لكن أتت الريح بما لا تشتهي السفن، و أطلقوا تلك الكلمات التي لا تدل على ورع قائليها و إنهم وعاظ السلاطين من العيار الثقيل. فمفتي الأزهر بدلا من أن يقف مع المتظاهرين الذين يحاولون إسقاط الدكتاتورية التي امتدت لثلاثين عام يقف من الطاغوت موقف المؤيد و كذلك بابا الأقباط ينحى منحى المفتي ويعلنوا ولائهم لنظام اقل ما يقال عنه مجرم.فهم بهذه التصريحات قد أساءوا إلى شعوبهم التي أعطت لهم الثقة سيما في أكثر الأمور حساسية ألا و هو الدين ليفتوا الناس في أمور دينهم و دنياهم. وهم اليوم يعطوا الضوء الأخضر إلى الحاكم ليقمع هذه الثورة الشعبية البطلة، و يذكرونا كيف نهج أسلافهم ممن حسبوا على رجال الدين و وقفوا مع الجلاد باسم الدين، لكن كما لهذه الشعوب اليوم الصوت المسموع و أنهم أصحاب فكر و عقيدة راسخة فلن تنطلي عليهم بعد هذا اليوم أمثال هؤلاء الذين جعلوا من الدين غطاء لملذاتهم الدنيوية و التي تزول بزوال الحاكم. فموقفهم و أمانيهم ببقاء الحكم، هو حفاظا على مصالحهم الدنيوية، التي ارتبطت بديمومة السلطة الحاكمة اليوم في مصر، فمفتي الأزهر لم يأتي على أساس درجته العلمية أو انتخب من قبل الفقهاء ليكون مفتي للأزهر بل جاء بمرسوم جمهوري ليشغل هذا المنصب الحساس.
https://telegram.me/buratha