حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
إن ما يجري من أحداث على الساحة العربية يحتم على المتتبع لهذا الشأن أن يعيد حساباته وفق التسارع الجديد في طبيعة الخريطة العربية ، إذ إن مقومات نجاح الدول والحكومات تتناسب طرديا مع مقدار ما تمتلكه من اقتصاد ، فكلما كانت الحكومات منظمة ومسيطرة على موارد بلدانها بصورة صحيحة كلما كان النمو الاقتصادي عند هذه البلدان جيد ويسير بشكل طبيعي باتجاه الأفضل . إذا فتأثر البلدان فيما بينها من حيث الاقتصاد أمر طبيعي ويحتم على جميع الدول أن تتخذ الإجراءات التي تجنبها مثل هذا التأثير ، وألان وبعد ما جرى من أحداث في تونس ومصر يعتقد بعض المحللون إن تلك الأحداث ستؤثر على الاقتصاد العراقي حيث أن هناك الكثير من الاتفاقات والصفقات والعلاقات التجارية والاقتصادية بين العراق ومصر كبلدان من جهة ، وبين التجار في البلدين من جهة أخرى ، وهذا ما سيؤثر بشكل سلبي على طبيعة التبادل التجاري ويؤثر على آلية وصول البضائع والسلع بين العراق ومصر . إن ما يحدث في مصر ألان هو مسالة داخلية وشان خاص وطبيعي يمكن أن يحدث في الكثير من الدول في العالم بسبب التردي في الأوضاع المعيشية وانتشار الفقر والبطالة ، ولكن هذا الموضوع سيكون على مدى قصير جدا لا يؤثر على ما موجود من اتفاقات وصفقات . والاقتصاد العراقي قد يتفاعل مع الأحداث في بعض الجوانب كالإخوة العربية والمصير الواحد والأرض الواحدة كعرب . والدين الإسلامي الحنيف يحث المسلمون على الاهتمام بإخوانهم المسلمين فضلا عن البشرية جمعاء ولكن ما يدور في مصر لابد أن ينهيه كما بدأه الشعب المصري ، ولابد أن لايطول هذا الموضوع بحيث يؤثر على المصريين أنفسهم . أما العراق فلديه من الإمكانات ما يجعله بعيدا جدا عن أي تأثير اقتصادي سواء في مصر وغيرها.
https://telegram.me/buratha