فراس الغضبان الحمداني
استبشر العالم خيرا بظهور الشبكة العالمية للمعلومات التي استطاعت إن تحطم وبامتياز كل الحدود والمعرقلات وإطلاق حرية التعبير على أوسع نطاق ولكنها وللأسف استغلت من بعض أصحاب الأجندات الخاصة وحولت إلى منابر للخداع والتضليل وتشويه حرية الفكر والرأي الآخر .
لعل المواقع المعنية بالشأن العراقي هي الأكثر اختراقا من قبل أصحاب الأجندات السياسية والطارئين عليها والمأجورين الذين يتولون عملية الدفاع عن بعض الرموز المحترقة والشخصيات والأحزاب الساقطة ،ليس من باب الإيمان بقضية أو إيضاحاً لحقيقة معينة بقدر سعيهم لخلط الأوراق وخلق أجواء من التشكيك وانعدام الثقة إزاء بعض المعلومات التي تقدم توصيفات واقعية حقيقية عن شخصيات سياسية أو برلمانية وإعلامية وعن مؤسسات أو شركات بعينها حققت نجاحاً ملموساً في العراق عجزت عن إيقافه مجاميع العنف والإرهاب التي حولت بدورها المهمة لأنصار الموت من أشباه الإعلاميين للإنقضاض على تجارب ناجحة على الأرض العراقية للأسف لم تتجاوز أصابع اليد ، استطاعت المؤسسات العنفية المحسوبة على الإعلام إن تجد لنفسها مكانة معروفة وتقيم مواقع إلكترونية تتحدث باسمها رغم إن هذه المؤسسات مبنية بالمال الحرام وبالتمويل الخارجي ومن اختلاس أموال الدولة .
ولعل الظاهرة المؤسفة إن هنالك العديد من المواقع الالكترونية ليس لها القدرة على التمييز ما بين الحقائق والافتراءات لان العديد من الردود تنطلق من أجندات سياسية معروفة أهدافها هو التشهير والإسقاط السياسي والأخلاقي للأطراف الأخرى لأنها لا تواجه المعلومة بالمعلومة والرأي بالفكر كونها لم تجد ما ترد عليه وتفسره إزاء حقائق ثابتة في المحتوى فتشن هجومها على الكاتب وليس على النص المكتوب وهجوماً على الأشخاص ولا تتطرق إلى نجاحات المؤسسة التي ينتمي إليها ،ولذلك فان الرهان يبقى على مقدار وعي القارئ وقدرته على التمييز ،وإن كنا وللأسف نتوقع إن هذه الممارسات ستخلق حالة من التشويش عند المتلقي .
إما المواقع الأخرى فهي مجيرة بالكامل ضد العملية السياسية في العراق وعلى نطاق واسع وتعد ما يحدث هو انحراف وأجندات أجنبية رغم إن الذي يدعي ذلك هو الذي ينتمي إلى هذه الأجندات والدليل أنهم مازالوا يمارسون أعمالهم ونشاطهم السياسي والإعلامي في أحضان مخابرات دولية وإقليمية ولذلك فان مواقعهم لا تمت بصلة لحرية الفكر والتعبير بل أنها تنفذ أهداف سياسية لم تعد خافية على جمهور الانترنت أو المتابعين لهؤلاء الذين يرقصون على حبال السياسة ويبكون مثل التماسيح على العراق ومستقبله رغم أنهم هم المتسببين بتدمير المجتمع العراقي لمشاركتهم في الانتهاكات والجرائم وعملهم كمخالب للدكتاتور وكانوا من أفضل راكبي الأمواج بعد عام 2003 على ألواح سرقة أموال الشعب العراقي وحين اتضح أمرهم ركبوا الموجة هذه المرة على ظهور يخوت دول الجوار حتى وصلوا إلى سابع جار وقدموا خدماتهم كما لاحضنا مؤخرا حين تحولوا إلى بلطجية دفاعا عن نظام مبارك المنهار وحكومة أبو زلف علي عبدالله صالح المهدد بالسقوط ومنهم من يبيت لياليه في خيمة الفاتح القذافي الذي فتح باب الشرور الإعلامية على أوجها أمام العراقيين ومازال تمثال الدكتاتور يقف في ليبيا معلناً شن الحرب على العراق سياسياً وأمنياً وإقتصادياً .ومن يريد إن يتعرف على نموذج محدد لهذه الحرباء الإعلامية المدافعة عن هؤلاء السفلة والحرامية عليه أن يتصفح موقع القوة الثالثة وسيعرف معنى الخداع الإعلامي وأسرار الانتهازية في المواقع الالكترونية .
https://telegram.me/buratha