راسم منصور
لم يمض على أستدعائي من قبل مباحث أمن الدولة في مصر أكثر من ثلاثة أسابيع ،كان يوما عصيبا بالنسبة لي ولعائلتي ،فالمعروف عن الذي يتم استدعائة من قبل مباحث أمن الدولة أنه ربما لايعود الى بيته مجددا ،لم أكن اعرف سببا للأستدعاء ،ولم يخطر في بالي أن فترة اربعة ساعات ستكون هي زمن التحقيق معي ،كانت الأسئلة التي يطرحونها علية وينتظرون اجابتها مني : ماهي ارتباطاتك بالأحزاب الشيعية في العراق ؟وهل انت منتمي لمليشيات شيعية ؟ومن الذي ينفق عليك وعلى عائلتك في مصر وأنت لاتعمل ؟ ولماذا انت تعيش بمستوى اجتماعي جيد وأولادك يدرسون في مدرسة مكلفة جدا ؟ولماذا ولماذا ولماذا؟ أسئلة ارادوا من خلالها استفزازي وجري الى منطقة هم على مايبدو يريدون الوصول أليها وذالك لأن وشاية او تقرير أمني كتب ضدي من مراسل لأحد الصحف الرسمية العراقية في القاهرة.كانت خبرتي التي اكتسبتها من التعامل مع هكذا مواقف وبسبب كثرتها في العراق أيام النظام البعثي المقبور هي المنقذ لي واحيانا ثقتي بنفسي وأمكانياتي في التحاور والاقناع والتي اكتسبتها من دراستي للمسرح هي الجانب الأخر الذي منحني القدر على ايجاد الحلول المناسبة معهم وأقناعهم بأني شخص ليس لي اي انتماء أو ارتباط بجهات شيعية او أحزاب وحركات سياسية عراقية . لم يكن من يسألني شخصا عاديا بل كان ومن معه برتب عالية وهم متخصصون في هكذا أمور. بعد ساعات طويلة من الأسئلة والأجوبة ،وكذالك الأتهامات وردها ابلغوني بالرحيل وترك (جواز سفري) وبعد يومين اتصلوا بي وسلموني جواز السفر الخاص بي ، غير أن الضابط الذي سلمني جواز سفري ابلغني بحقيقة صدمتني عندما قال بلهجته المصرية(عراقيين منغاظيين منك هم من كتبوا عنك ) وبعد يومين دعوة هذا الضابط على عشاء فاخر في احد مطاعم القاهرة ليبوح لي بسر من كتب ..أنا طبعا سأحتفظ بهذا الأسم للوقت المناسب ولكن اود ان اشير الى انه مراسل لجريدة الصباح الرسمية في القاهرة .وقال هذا الضابط ايضا انك ليس انت الشخص العراقي الوحيد الذي كتب عنه هذا المراسل لمباحث أمن الدولة في مصر.قبل يومين وأنا اقف بالقرب من ميدان التحرير وسط القاهرة وأراقب المعتصمين والمحتجين وهم ينادون بسقوط النظام ،تذكرت هذه الواقعة واعطيت هؤلاء الشباب المعتصمين الحق في ما يطالبون به ،فهم يدعون الى اسقاط نظام بوليسي وأمني مزعج ،أرعب الشعب المصري .قلت في نفسي أين ذهب أولئك الضباط الذين كانوا يرعبوني لمدة اربعة ساعات متواصلة من التحقيق ؟ وأين ذهبت كل هذة الأله الأمنية والأستخبارتية الكبيرة ؟ لماذا اختفت وسقطت بسرعة كبيرة ؟ غيران صوتا في داخلي كان يردد (الجماهير اقوى من الطغاة) لأدري لماذا تذكرت هذا الجملة الشهيرة التي قالها الشهيد (اية الله محمد باقر الصدر) .ثم تذكرت هذا (المراسل) الصحفي العراقي الذي كتب عني ووشاه بي لمباحث امن الدولة ،فقررت الأتصال به للأطمئنان علية ،فأنا تربيت على اخلاق اهل البيت (نرد الأسائه بالأحسان) ،أتصلت به وبعد أن تبادلنا السلام ابلغني انهم ينوون السفر الى بغداد ،لأن الأوضاع هنا مقلقة ولأنه يريد أن يحصل على منحته التي قدمتها الحكومة الى الصحفيين ، تمنيت له ان يصل وعائلته بسلام الى ارض العراق، وبقيت أن على مشارف ميدان التحرير في القاهرة ادون يوميات ربما هي اشبه بفيلم سينمائي لم يتم أنتاجه الى الأن .
https://telegram.me/buratha