عباس المرياني
لم يدر في خلد أي شخص على وجه البسيطة أن روح المرحوم بو عزيزة التونسي ستكون شرارة حارقة لعروش الجبابرة في العالم العربي باعتباره الحاضنة الأساسية لتفريخ الطغاة وأصحاب السمو والأمراء الذين ينتمون إلى عقيدة التأليه وخلفاء الله في أرضه وسمائه.ويقينا لو أن حسناء تونس وأميرة عرشها ليلى الطرابلسي كانت تعلم بخبث روح بو عزيزة لدفنته حيا مع عربته قبل أن يتمكن من حرق روحه ولإراحة البلاد والعباد والملوك والفراعنة من لعنة سقوط الطغاة واحدا بعد الأخر حيث ابتدأت بزين العابدين بن علي وهي في طريقها لتقتلع (الكدع) حسني مبارك الخفيف على مقولة الجرذ اخو هدله.ويبدو أن خيارات المناورة عند رؤساء الحكومات العربية في البقاء أطول فترة ممكنة في التمسك بكرسي الحكم أو تغيير الدستور وفق نظرية التفويض الإلهي أو التوريث قد احترقت في مدينة سيدي بوزيد التونسية وشب القلق وساد الرعب في كل دول المنطقة العربية من الشمال إلى الشرق وبدأت الهبات والمنح والدعم والإسناد والتغيير تقدم الى شعوب المنطقة المغلوب على أمرها قبل تاريخ بو عزيزة الخالد بطريقة تشبه سرعة خطر مرض أنفلونزا الخنازير الذي يزور المنطقة العربية بين مدة وأخرى وان كان رعب أنفلونزا سقوط الملوك العرب ابتدأ بقوة ولن يتوقف إلا برحيل كل السادة المحترمين من ملوك واباطره وأصحاب سمو ونيافة.وقد يكون في هروب الرئيس التونسي بن علي بين ليلة وضحاها إلى ارض نجد والحجاز وما تبعه من تداعيات أوامر إلقاء القبض على الرئيس (الفالت) وأشقاء ليلى التونسية عبرة وعضه لصاحب الدور الثاني في التسقيط الفردي (الكدع) مبارك لان يتمسك بأخر بارقة للأمل في الاعتماد على الأصدقاء والأشقاء والبلطجيه والجيش والشرطة وتغيير مسار المعركة وتحويلها باتجاه بوصلة الرئيس للبقاء في منصبه والالتفاف على الثورة والثوار.لكن حسابات بيدر مبارك لم تأتي بغير النقمة والفضائح وسرعة تخلي أصدقاء السوء من الأمريكان والبريطانيين والاتحاد الأوربي بعد إن علموا أن انتفاضة ساحة التحرير لن تنتهي إلا برأس حسني مبارك وحاشيته وان بقائهم على مواقفهم المؤيدة له ستجعلهم خارج حسابات المرحلة اللاحقة.فتحولت لغة القوم إلى لغة ناقمة على الرئيس المرعوب ..زادة من ارتباكه وجعلته في حيرة من أمره وما الذي يمكن أن يفعله.ومؤيدة لصوت الثوار حتى إن اوباما الرئيس الأمريكي تحسنت حاسة السمع لديه بسرعة تفوق سرعة الضوء ليسمع أصوات الثوار في ميدان تحرير القاهرة مطالبا حليفه في التخلي عن الحكم والمحافظة على أرواح المتظاهرين.منطقيا يعتبر مبارك خارج حسابات الرؤساء العرب المخضرمين بعد زين العابدين بن علي وفي أيام قياسية ودائرة السوء التي اختطها طوال فترة حكمه تلتف حول رقبته في ميدان التحرير وسط القاهرة وعلينا أن ننتظر الأيام القادمة لتطيح بكل الطغاة الذين بدأت عروشهم تتزلزل تحت أقدام الثوار.
https://telegram.me/buratha