فراس الغضبان الحمداني
كشفت الأحداث الأخيرة في مصر معدن واتجاهات بعض النجوم والمشاهير في الفن والثقافة والصحافة والذي كان الشعب يحترمهم ويتوقع منهم وقفة شجاعة وشريفة ونبيلة ضد الدكتاتور المنهار لكنهم حتى في اللحظات الحاسمة كانوا يتملقون للنظام ويحلمون بمنصب أو مقام .
لقد شعر المثقفون بخيبة أمل وهم يجدون ناقد معروف مثل الدكتور جابر عصفور وهو يقبل منصب وزير في حكومة حسني المنهارة وانطبق عليهم المثل المعروف ( عصفور كفل زرزور واثنينهم طيارة ) حيث وقف أمام مبارك يؤدي قسم الولاء له دون حياء أو خجل كما فعل الملحن عمرو مصطفى الذي اتهم كل المؤيدين للانتفاضة المصرية بالجواسيس والخونة وكان يذرف الدموع على بابا مبارك ويطالب الجمهور باحترامه لان سقوطه سقوط لكل آباء مصر وهذا لا يجوز عرفا وشرعا ، وبكى المنافق الضابط السابق الذي انتحل صفة صحفي نبيل شرف الدين مدافعا عن رئيسه المخلوع ودافع وتملق لوزير الداخلية السابق حبيب العادلي بطريقة يخجل منها كل الرجال ولعله كان يأمل من الوزير الجديد محمود وجدي أن يجد له منصبا مناسبا إذا استمر نظام مبارك وفشلت الجماهير من إلقاءه مع حاشيته وحزبه وحكومته في مزبلة التاريخ .
وهناك وللأسف رؤساء تحرير بعض الصحف والمجلات المصرية الذي نصبهم النظام على مؤسسات كبيرة مثل أسامة السراي رئيس تحرير الأهرام وعبدالله كمال رئيس تحرير روز اليوسف الذين لم يخجلوا من وصف الجماهير المصرية الغاضبة بالغوغاء والمخربين ، وانظموا إلى الجوقة التي تدعوا للحفاظ على مبارك وتخويف المنتفضين من الفوضى المزعومة .
وللأسف أيضا إن عدد كبير من الفنانين المصريين كانوا يمسكون العصا من الوسط فهم يغازلون الجماهير الثائرة للحفاظ على شباك تذاكرهم والمعجبين بهم وبذات الوقت يدافعون عن حكومة حسني من خلال التعبير عن حرصهم ودعوة الجماهير إلى الهدوء والحوار خوفا من انتشار ( البلطجية والحرامية ) وكان في مقدمة هذا الاتجاه الانتهازي الممثل عادل إمام الذي كان ثوريا في أفلامه وجبانا ومتملقا للنظام في تصريحاته إما الممثل حسن يوسف زوج ( الحاجة ) شمس البارودي الذي وصف الشباب المصريين المنتفضين بالجبناء والرعاع وناكري الجميل للرئيس مبارك وقال لو أرسلناهم للحرب مع إسرائيل لفروا هاربين إلى بيوتهم وانظم إلى هذه الجوقة الفنانة غادة عبدالرازق حيث قالتان مبارك رمز مصري كبير وطالبت بقانون دولي لوقف هذه المهزلة وأضافت الممثلة صابرين إن الرئيس حل جميع الأمور المتعلقة بمصر وان المتظاهرين هم مجرد بلطكية .
وطالب الممثل العالمي عمر الشريف مبارك بالتنحي عن السلطة وقال أنا ساكن الآن في فندق وسط العاصمة القاهرة وفي الطابق 17 وأتابع بفرح غامر ما يقوم به الشعب المصري من وقفة شجاعة ضد الطغاة والدكتاتورية ورحب المطرب علي الحجار بالثورة ووصفها بعرس الحرية وانضم الفنان صلاح السعدني والفنان محمود حميدة وعزة العلايلي وشيرهان وخالد الصاوي وباسكال مشعلاني إلى الجماهير الثائرة ووصفوا الانتفاضة بالانتقالة الحاسمة من النظام الدكتاتوري البغيض إلى نسيم الحرية وطالبوا مبارك وحزبه بالرحيل فورا .
إن كل ما قيل وكل ما حدث سيبقى خالدا في الذاكرة المصرية وستكون لهذه الملايين التي نزلت إلى الشوارع وقدمت المئات من الشهداء سيكون لها موقفها الواضح وان جماهير مصر وجماهير الأمة العربية لم ولن تنسى المواقف الجبانة لبعض المشاهير والمثقفين والفنانين والصحفيين والسياسيين الذين ساندوا الدكتاتور في لحظة الإجهاز عليه وحاولوا إن يمدوه بالحياة مع نظامه الفاسد .
انتشرت هذه الأيام حكاية جميلة مفادها إن قناة mbc التقت في السعودية مع الرئيس التونسي زين العابدين وبعد نهاية اللقاء قالت له المذيعة هل تطلب أغنية و تهديها لصديق أو حبيب قال الرئيس بن علي وهو يبتسم نعم اهدي أغنية أنا بستناك أنا واهديها لصديقي الرئيس حسني مبارك .
https://telegram.me/buratha