صباح الرسام
الثورة المصرية التي شارك فيها الملايين لم تكن بالحسبان فالثورة كانت مفاجئة لنظام حسني مبارك من جهة ومفاجئة لقوى الظلام في مقدمتهم امريكا واسرائيل من جهة . هذه الثورة التي يتعاطف معها الجميع باماكانها اسقاط اقوى واعتى نظام لصدق اهدافها ومطالبها المشروعة ، لكن للاسف اننا نرى تعاطف وتأييد الشعوب التواقة للحرية والديمقراطية بوضوح يقابلها تصريحات خجولة من قبل بعض الجهات التي ترفع شعار الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ، الثورة المصرية ناجحة بكل المعايير السياسية والاقتصادية والشرعية وحقوق الانسان الا ان تأخر نجاحها هو السياسة الخارجية التي تعتبر اكبر من حجم الثورة المصرية . الثورة ضربة لمصالح الانظمة العالمية فالبرغم من صدق الثورة واحقيتها التي لايستطيع تكذيبها وتسييسها الا جاهل لدرجة ان امريكا اعترفت بهذه الثورة وامريكا تعتبر الخاسر الاول بسبب هذه الثورة التي تعتبر الضربة الكبرى للمصالح الاسرائيلية في المنطقة لوجود اتفاقيات سلام بين اسرائيل ونظام مبارك ووجودالسفارة الاسرائيلة في مصر ووجود الجاليات الاسرائيلية والشركات والاهم من ذلك تامين الحدود . هذه المصالح لايمكن التنازل عنها بهذه السهولة وان كان الثمن هو الشعب المصري الثوري التواق للحرية والاستقلال الحقيقي ، نجاح الثورة قائم لو لا هذه المصالح ولو كانت الثورة في مكان اخر لانتهى الامر منذ الساعة الاولى لكن المصالح الخارجية كانت السبب في افشال النجاح . سوف نرى سيناريوا اعد من قبل امريكا واسرائيل وهو اختيار بعض الذين يوافقون على الشروط التي تملئ عليهم ليكونوا البديل لنظام حسني مبارك او بالاحرى الجندي الوفي للمصالح الاسرائيلية وفي حال اختيار البديل تكون نهاية النظام المصري الذي ثار عليه الشعب . وانتهاء الثورة الشعبية التي انطلقت من معاناة واهات الشعب المصري ليقطف ثمارها العملاء الجدد ليكونوا البديل لنظام حسني مبارك . فهل تستمر الثورة من اجل تغيير حقيقي ام نرى انتهاءها ببديل لايختلف عن مبارك الا بالشكل ؟هذا يتوقف على وعي الشعب المصري .
https://telegram.me/buratha