حيدر عباس
لم تمضي الا ساعات قلائل على تصريح السيد المالكي بعدم رغبته الترشيح لولاية ثالثة حتى وان كان الدستور العراقي كريما في عدد مرات تسنم أي شخصية رئاسة الحكومة العراقية ليطل علينا عضو دولة القانون عبد الهادي الحساني بتصريح مغاير تماما لما قاله دولة الرئيس مؤكدا ان احتمالية الترشيح لمرة ثالثة ورابعة والى ما لا نهاية امر بمنتهى الواقعية.. بحجة ان هذه التصريحات ليس لها علاقة بما يجري على الساحة السياسية في العالم العربي ولان دولة الرئيس هو ملك للشعب وإذا أصر الشعب فليس من حق احد ان يرفض طلبه.. ويقينا فالجميع سمع في الفترة السابقة وقبل حوالي اربع سنوات الى تصريحات مماثلة عن عدم الترشيح لولاية ثانية عندما تمخضت زوبعة الصراع على كرسي الحكم عن تنازل السيد الجعفري وتنصيب السيد المالكي.وللتأكد أكثر من تصريحات النقيضين في ساعات متقاربة علينا الرجوع قليلا الى الوراء لمعرفة دوافع ومصداقية هذه التصريحات التي تصب في خانة واحدة من التضليل والإيهام للمتلقي وتجعله مشوش الفكر والذهن يصدق من ويكذب من وان كان في جانب من رسائلها غاية تنطوي على محاولة حقيقية لتهيئة عقلية المتلقي للمرحلة القادمة حتى وان كانت بعيدة في حسابات الزمن والأيام.ان لعبة التصريحات المتضاربة فن لا يجيده الا من أتقن لعبة المكر والدهاء والقفز على الحقائق وتضليل الرأي العام بما هو ليس حق لانه مبدأ مباح وطريق يمكن سلوكه والوصول به إلى الضفة الأخرى في حالة انية من الزمن حتى ولو كان على حساب عقول الطيبين والبسطاء من ابناء الشعب العراقي وما أكثرهم .ان تجربة تشكيل الحكومة الحالية الغير مكتملة بكل إرهاصاتها ومراحل نشأتها وتطورها تثبت بما لا يقبل الشك والجدال ان فرصة تخلي البعض عن مطامعهم وأحلامهم في الاستمرار بكرسي الحكم وامتيازاته ضرب من الخيال وان السنوات القادمة ستكون محطة استراحة نحو الانطلاق الى المرحلة الثالثة بعنوان المطالب الشعبية والوطنية وتثبيت اركان الدولة العراقية.
https://telegram.me/buratha