محمد رشيد القره غلي
بين عهدين ـ الصمت و التبريرـ !أن سياسة الحائط له أذان و التي أشاعها نظام البعث البائد، مكنته من ربط جماح كل تحرك يمكنه إسقاط ذلك النظام.فكنا نعيش فترة الخوف و السكوت و نفذ ثم لا تناقش، إلى أن أتيحت الفرصة الذهبية و التي كالعادة لم نستثمرها بالشكل الصحيح ألا و هي ثورة شعبان المباركة.و بعد انتهائها بتلك الصورة الدموية التي آثارها خرجت اليوم عبر المقابر الجماعية التي كان يتلذذ بها صدام و جلاوزته.و بعد سكوت طويل دام إلى سقوط الصنم، بدأت مرحلة جديدة قد تكون هي الأخطر من سابقتها. فعندما كان صدام يسفك الدماء و يستبيح كل المحرمات و يسرق الممتلكات، كنا نقف منها موقف الضد و أن كان في داخلنا بل و نصلي لكي يقبر و نتخلص من شره، أما اليوم و بسبب الانتماءات الحزبية و الطائفية، دخلنا في مرحلة التبرير لكل فعل هو عقلا و عرفا و دينا خطا، لمجرد انه صدر من الكيان الذي أناصره، حتى صارت عند البعض بالسليقة يجد الأعذار و المبررات لأفعال وضوحها كوضوح الشمس. أليس اليوم العن من البارحة، لان سابقا كان النظام يجد الأعذار لنفسه أما اليوم فنحن من نجد الأعذار له بل و نشرعن كل ما هو بعيد كل البعد عن الشرع.هذه العقلية التي يتربى عليها الشارع العراقي ستكون عائق لأي تغيير ممكن أن يكون في المستقبل، و أيضا أنصار تلك الكيانات لن يستطيعوا مستقبلا كما هو اليوم تمييز ما هو خطا، لان كل ما تأتي به كياناتهم جعلوه مصلحة للعامة و لهم و تحت اطر طائفية أو قومية. فمثلا عندما يخرج علينا احد القياديين و يصعد وتيرة التشنجات مع دول الجوار تجد له من يؤيده و يعتبره بطلا و بعد مرور أيام تجده قد انبطح إلى تلك الدول و التي البارحة كانت أعداء له، و المصيبة أن أصحابهم لم يميزوا بعمله هذا الدال على وضاعة فكره لقيادة البلد، و انه من دون شك ليس له رؤية سياسية واضحة و لا مشروع يجعل من هذا البلد يعيش بسلام و أمان. و المصيبة الأكبر أن نفس هؤلاء البارحة كانوا يوهمون الناس بأنهم ضد النظام العفلقي و اليوم يخطون خطاهم بإطلاق الدعايات التي يراد منها تلميع صورة قائدهم و بأسلوب مضحك كما فعل سيادة رئيس الوزراء عندما اكتشف بعد مرور خمس سنوات من إدارته للحكومة مشكورا بان راتبه كبير و يجب إرجاع منه النصف إلى خزينة الدولة، و الذي حمل الخزينة أموالا طائلة بسبب فرقة المستشارين التي كانت لديه في الدورة السابقة و الله اعلم كم هم اليوم؟. و مبادرته الميمونة بجعل الوزراء السابقين مستشارين له و للحكومة و للاستفادة من خبراتهم الرائعة و التي جنى منها العراق النعيم في الأربع سنوات المنصرمة،و كان على رأسهم كريم وحيد وزير الكهرباء و الذي قال عنه القائد بأنه أنزه الوزراء و كرمه الشهرستاني بسعفة ذهبية تثمينا له و لجهوده التي جعلت من العراق في مقدمة الدول المصدرة للكهرباء.هذا ما ذكرناه نوع من أنواع تبرير خطا المسئول من المسئول أما الجمهور فحدث بلا حرج. أرجو من الجميع أن ينظروا بنظرة واقعية للحال الذي وصلنا له و للانجاز الذي سيهد بسبب السياسات اللامسؤولة و التي تريد جني المنافع الشخصية و الحزبية الضيقة على حساب المصلحة العامة.
https://telegram.me/buratha