المقالات

الكهرباء وما ادراك مامصيبة الكهرباء ..

1037 23:37:00 2011-02-06

ابو هاني الشمري

قبل اكثر من سنة اجتمع مجلس النواب السابق بطلب من نوري المالكي وبعد كرّ وفرّ وصياح ونعيق من هذا وذاك تم اقرار مبلغ مليار ومئتي مليون دولار من اجل تمويل شراء محطات توليد من احدى الشركات الامريكية ومع هذا فمصيبة الكهرباء باقية في العراق حتى قيام الساعة (ولا اقصد هنا يوم القيامة بل قيام الساعة بقلع جذور الفساد في العراق الذي ابتلي بمجموعات كثيرة من السراق الذين لايشبعون).حينما يتسائل المواطن البسيط لماذا لم تتوفر الكهرباء؟ تأتيك الاجابات التي لها بداية وليس لها نهاية لتبرير تقاعس المسؤولين عن هذا الملف والتستر على السراق وحينما اقول المسؤولين فلا أستثني احدا منهم(برلمانيا كان او وزيرا او مديرا) لانهم كلهم مسؤولين بحكم التسمية التي تطلق عليهم اولا وبحكم اننا انتخبناهم لكي يخرجوننا من سوء الخدمات السابقة الى الطموح الذي نبتغيه. وعجبي كل العجب من المسؤول الذي لايتحرج حينما يقول انهم قد صرفوا كذا مليار من الدولارات ولكن هناك من سرقها !! فاذا كنتم انتم الحكومة ولاتكشفوا لنا السراق فما معنى وجود المحاكم والشرطة والجيش اذا كنتم تعترفون ان هناك سراق ولكن لا حسيب عليهم بل انهم يسرقون الشعب ويتركونه يتعذب لتتحول الاموال التي صرفت من اجل بناء هذا المشروع اوتلك البناية الى خارج العراق حتى يتنعم بها هذا السارق او ذاك...بالامس اعلنت بغداد على لسان مسؤوليها بانها ستحتضن القمة العربية في آذار القادم ... وكما يبدو من سياق الاحداث الجارية ضد حكام الجور والفساد صارت هناك نقمة شعبية عربية ضد هؤلاء الحكام الذين تعفنوا على كراسي الحكم ولم يتركوها ... فهذه الكراسي المتعفنة اصبحت تتهاوى الواحد تلو الاخر ... فحتى آذار القادم ستكون قمة بغداد بحلّة جديدة بعونه تعالى!!.نحن كشعب لايهمنا من القمة من يأتي من الرؤساء والملوك بقدر مايهمنا موضوع حكومتنا العتيدة التي بخلت على ابناء القرى والمحافظات بمدرسة بسيطة بدلا من القديمة المبنية بالطين او بمحطة لتحلية المياه لاحدى القرى النائية وبسعر لايصل الى المليون دولار او بمركز صحي لهذه المدينة او بملعب رياضي يلبي طموحات شباب تلك المنطقة او تعديل هذا الشارع او ذاك وتنظيمه حينما كان ولازال الكثير من الناس يستغيثون بها. اليوم عشرات الملايين تصرف على الشركات القادمة من خارج الحدود لغاية واحدة لاغيرها اسمها تنظيم بغداد من اجل القمة العربية... قبح الله هكذا عذر لكي تقوموا بهكذا فعل !!يقول المثل اذا لم تستح فافعل ما تشاء ... وانا هنا لا اعترض على تنظيم شوارع بغداد والنهوض بها وبخدماتها واظهارها بالمظهر اللائق ولكن ان يكون العذر هو القمة العربية فهذا هو الهوان والله والاستهتار بحق الشعب وطلباته ... فبينما كان ابناء بغداد يصرخون ويستغيثون بكم عبر وسائل الاعلام وطوال سنين بأن تنهضوا بواقع المدينة كانت الاعذار جاهزة والوعود طويلة بأنكم سوف تفعلون هذا في العام القادم وتلك الفقرة بعد كذا سنة لان الميزانية لاتكفي لكل تلك الاعمال حتى مل الناس من اكاذيبكم واذا بميزانية الحكومة تفتح الابواب على مصراعيها من اجل (قمة بغداد) وفي مدة لاتتجاوز الثلاثة اشهر!!.اذا فهذه الاموال تصرف لاجل حفنة من الرؤساء السراق الذين يشاهد العالم كله كيف ان شعوبهم كرهتهم حتى ملت بقائهم على كراسيهم ولم يكن الغرض من صرف الاموال هو النهوض بواقع بغداد لتكون من اجل ابناء العراق الذين طالبوكم بأعادتها بهية جميلة ... هذه الامول التي نراها اليوم تصرف ليس من اجل عيون بغداد واهل بغداد وليس من اجل عيون ابناء العراق وشعراءه الذين تغنوا ببغداد وجمال بغداد بل انها من اجل ان يرضى عنها حسني وعبدالله وعلي صالح وفلان وعلان ... لو طالبكم ابناء مدينة الصدر ان تعيدوا بناء مدارسهم الخربة المتعبة التي اصبحت بثلاث وجبات من الدوام عسى ان تحل ازمة نقص المدارس فهل كنتم ستفتحون ميزانية البلد لها كما تفعلون الآن لكي تلبوا حاجة المدينة ام انكم ستخرجون بأعذار تبدأ بشحة التمويل مرورا باعذار وزارة المالية تتلوها التربية باعذار اخرى حتى تصل الى شخص رئيس الوزراء الذي سيرميها على البرلمان وهكذا يجد الناس انفسهم في دائرة مغلقة لانهاية لها وسيكون مصيرهكذا مطلب بسيط في اضبارة الحفظ او سلة المهملات ... بينما الجميع يشاهد هذه الايام مقدار الكرم في الصرف على تعديل الشوارع وترتيبها واظهارها بالمظهر اللائق ولكن ليس من اجل عيون الشعب بل من اجل (القمة العربية)ومن لايصدق قولي فماعليه الا ان يخرج للمطالبة بنصب محطة لتحلية المياه(لايزيد سعرها عن المليون دولار) في قرية (شاذي) التابعة لقضاء النعمانية كمثال على ذلك وهي قرية موجودة منذ مايقارب القرن عدد بيوتها يصل الى اكثر من 500 بيت كلها تشرب ماء السواقي التي تمر بارضها الزراعية ثم استمعوا الى تبريرات المسؤولين واعذارهم بعدم امكانية النصب بدءا من رئاسة الوزراء وانتهاء بأدارة الناحية المسؤولة عن هذه القرية المنكوبة لتعرفوا ان من تسلموا مقالد الحكم لايصرفون الاموال الا الى الشئ الذي يعجبهم فقط وليس خدمة لابناء العراق. فلا عجب ان تصرف مئات الملايين من الدولارات من اجل قمة بغداد وليصمت الشعب في مطالبه لان هناك خططا خمسية وعشرية وقرنية فلماذا العجلة!.اهدي الى كل المسؤولين في العراق اغنية الزعيم التي تبدأ بـ ((فشتكنا وبشتكنا يريس انت رئيس والنعمة كويس)) لان كل قادة العراق زعماء ورؤساء ورؤوس في الكذب وتبرير الاعذار التي تدفع عن الشعب كل مايفيده ويسعده.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي
2011-02-06
شفت تغيير بالعصابات اذن الحاله باقية والظاهر الشغله صايره شيلني واشيلك واليسكت احسنله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك