عباس عكله بادي
تحدثنا مع أحد المسؤلين الكبار في الدولة العراقية قبل أيام بعد أن طلب من الحاضرين مقترحات للنهوض بالواقع المتعثر الذي تشهده البلاد من حيث الخدمات المقدمة للمواطنين فكان جوابي له إننا سئمنا حال المطالبات والمقترحات كمواطنين ومابقي علينا إلا مطالبتكم بالتغيير فالمسئول بات اليوم أبكما لايسمع ولا يبال بقول المواطن فأنتم من انتخبناكم وأنتم أصحاب القرار والمسؤولية وبيدكم التغيير والنهوض ....
فنحن حينما نجتمع على كلمة واحده نقدم التضحيات التي تكلف الشعب والدولة مالا تحمد عقباه فثقافة التظاهر معادلتها مختلة التوازن حينما تكون بوجه حكومة أوجدتها الجماهير في ميزان الديمقراطية والانتخابات على العكس من حالة التغيير التي سادت هذه الأيام في البلدان العربية والمتمثلة في تونس أعقبتها في مصر وهنالك حكومات في طريقها للتغيير والدليل حصول اليقظة الإصلاحية في سياساتها مع الشعوب العربية وخروج التصريحات الداعية إلى الرفاه بعد سبات دام عقود غابرة ...
فمن المشين والمعيب يامسؤلينا أن نتظاهر عليكم وأنتم كثيرا منكم من لم يجف عنه عرق العناء كونكم كنتم قبل شهور مستقلين قطار المواطنة لاقطار المسؤولية والحكم والتسلط حيث بات الأخير في العراق يتصف باللامبالاة وكأنني بمسئولي يطلب مني أن أطالب له الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لإدخاله في معهد الصم والبكم الدولي الذي يؤمن بالسكوت حيال القضايا الإنسانية وتحقيق مطالب الجماهير...
نعم تلك المشاهد التي عرضت ولا تزال تعرض على القنوات الفضائية والمتمثلة بالمظاهرات والجدية في الإطاحة بالظالمين في تونس ومصر لاغرابة فيها إذا دخلت الى العراق الذي لايزال يئن شعبه من ويلات انقطاع التيار الكهربائي وبدون معالجة تذكر أو تلمس وكذلك انقطاع مفردات البطاقة التموينية وأصبح المسئول العراقي الذي أصيب بتخمة الترف والثراء بما يغترفه من أموال العراق يتناسى أو يتجاهل أوضاع الشعب المتردية فمفهوم حرية الرأي أصبح لديه بأن لايعير للتظاهر والمطالبة أدنى اهتمام حتى أصيب الشعب بالملل كون صوته لايسمع وتظاهره لاينفع ولم يبقى لديه سوى الخيار الذي لاتحمد عقباه والذي يثلج قلوب حاقدين الأمس وجلاديه الذين يريدون بعراقنا التأخر لاالتقدم ....فالناس ياأخوتي بدأت تتوعد بعدم المشاركة في العملية الديمقراطية مجددا كونها لم تجدي لهم نفعا أو ترفع عنهم حيفا أو ضرر....فأصبحت عندهم الانتخابات حلقة زادة لاتنفع سوى المسؤل وحاشيته القابعة جيوبهم والمقضية حوائجهم ..
الصيف قادم وحره القاتل على الأبواب ومظاهرات الأمس في أغلب المحافظات والتي جرت في الصيف الماضي رغم ضراوتها إلا أنها كانت غير مدعومة دوليا وإقليميا أما اليوم فقد سبق الدعم التغيير وأننا من باب خوفنا من سياط الجلادين ما قبل عام 2003ففي نفوسنا ارتياب مما يشجعنا على نصح الحكومة المنتخبة لتسعى جادة إلى النهوض من خلال توفير الكهرباء والغذاء للمواطنين فأمر الغد لايؤطره الضمان بأن تتنامى حالات التظاهر والتي من المؤكد بأنها ستتطور إلى تغيير الحكومة بالكامل وليس إلى تحقيق مطالب خدمية أو أصلاحية وخصوصا أن المتربصين بالعملية السياسية هم ممن تسمع أصواتهم الآن في قمة هرم الدولة العراقية ناهيكم عن التربص الإقليمي والدولي حيث أن ماحصل في تونس ويحصل في مصر نتيجة تطلعات الجماهير العربية إلى مايعيشه الشعب العراقي من حرية في الرأي واكتساب الأخير نعمة الديمقراطية فالشعوب العربية باتت اليوم ومن ضمنها العراق تمد بعضها بعضا رغم حكامها نتيجة الإعلام الفاضح لممارسات السلاطين ..
ياحكام العراق شعبكم أختاركم فلا تبخلوا عليه بالرفاه وتوسيع أطر الخدمات لكي يبقى العراق نموذجا في الشرق الأوسط يحتذى به بجهود الحكومة والشعب فكلاهما يمثل الآخر ...
https://telegram.me/buratha