عباس المرياني
كثرة تصريحات الساسة العراقيين عن عدم تأثير المنخفض الجوي التغيري القادم من سيدي بو زيد وميدان تحرير القاهرة على الساحة السياسية العراقية وان بغداد وغيرها من محافظاتنا العزيزة تعيش حالة من الاستقرار السياسي والاقتصادي والبنفسجي فوق العادة.وان ما يشاع من نقص في مفردات الحصة التموينية الشهرية وسوء الخدمات المقدمة للمواطنين والفساد المالي والإداري الذي ينخر جسد الدولة العراقية والفوارق الفاحشة في رواتب الحكومات الثلاث وكبار المسؤولين والبطالة المستديمة التي تغلف حياة المواطن العراقي كلها إشاعات كاذبة الغرض منها الحصول على مكاسب دنيئة من قبل المتصيدين في الماء العكر.كما ان المظاهرات التي بدأت تزين شوارع عدد من محافظاتنا المنهكة وعدد من الاقضية والنواحي.. أعلنت معها حالة الاستنفار القصوى للقوى الأمنية الغير متدربة على التعامل مع المظاهرات والمتظاهرين كل هذه لا يعني ان العراق بدأ يستنشق عبير التغيير الذي بدأ يضرب أطناب دول الجوار لان العراق بلد ديمقراطي برلماني تعددي فدرالي والتغيير يعني العودة به الى المربع الدكتاتوري.ومن اجل ان تكون الحكومة العراقية أكثر مصداقية في أفعالها وأقوالها فإنها لم تقرن عطاياها السخية جدا في توفير الحصة التموينية لمحافظة الديوانية خلال ثمانية وأربعين ساعة صاحبة السبق الأول في المظاهرات وسقوط شهداء وجرحى ولم يقرر البعض التنازل عن نصف راتبه.وليس بعيدا عن شيطنة المظاهرات وتأثيرها هو إعلان مجلس الوزراء على لسان رئيس الوزراء تقديم مكرمة الى الشعب العراقي مقدارها خمسة عشر ألف دينار عراقي كل شهر تعويض عن النقص في البطاقة التموينية المختفية أصلا لكل مواطن يعيش على ارض العراق.بكل تأكيد ان المبلغ الذي أعلن عنه تافها ولا يوازي شيئا من المعانات والخسائر التي تكبدها المواطن العراقي خلال السنوات الماضية من نقص ورداءة في نوعية مفردات البطاقة التموينية بالقياس الى المبالغ الكبيرة المخصصة لتلبية احتياجات البطاقة التموينية من أصل الموازنة المالية الكلية لجمهورية العراق.اذا كانت مظاهرات الحمزة الشرقي أجبرت الحكومة العراقية على منح كل مواطن عراقي هذا المبلغ البخس والذي ربما جاء موازيا لحجم المظاهرة التي خرجت في ذلك القضاء الفقير العزيز..ترى ما لذي ستعطيه الحكومة العراقية من مكافئات ومنح وعطايا لو ان بغداد خرجت على بكرة أبيها للمطالبة بحقوق المواطن اليومية وكم ستدفع الحكومة المباركة لو ان كل محافظاتنا العزيزة خرجت من دائرة ألمها وطالبت بكل حقوقها
https://telegram.me/buratha