صادق سالم
ان اول و اهم مهام المسؤول هو استشعار هموم المواطنين اولا ثم ايجاد الحلول المناسبة لها ثانيا , لانه بالأساس انما وضع او وظف بهذا المنصب خدمة لهؤلاء المواطنين بالدرجة الاولى , ثم انه ان كان يريد البقاء على كرسيه هذا ومنصبه هذا فاسرع واقوى واثبت الطرق لذلك هو عن طريق خدمة هؤلاء المواطنين .وربما مجلس محافظة بغداد وبمشروعه ( تكسي العاطلين ) قد اثبت ( في أول الأمر ) انه فعلا قد استشعر هموم المواطنين ( وخاصة العاطلون ) ووجد الحل عن طريق بيعهم سيارات تكسي وبالتقسيط ( عن طريق القرعة ) وهو قد احدث ضجة كبيرة بذلك ونال من الثناء والمديح والدعاء الكثير ومن اغلب هؤلاء العاطلين بسبب هذا الباب الذي فتح لهم لكي يستطيعوا ان يعيشوا حياة كريمة . هذا بالاضافة الى نيله سمعة اعلامية طيبة في وقت أصبح التهافت على تلميع صور المسؤولين امام الاعلام هدفهم الاساسي . وللحقيقة نقول ان هناك نقطتان ايجابيتان تحتسبان لهذا المشروع , اولا هو المشروع نفسه وكما قلنا اولا هو استشعار لهموم ومعانات المواطنين وايجاد حلول مناسبة وعملية لها , الامر الثاني هو الشفافية والمصداقية في اجراء القرعة وهذا ما شهد به الجميع .لكن ماذا بعد اجراء القرعة وإعلان الأسماء الفائزة ماذا بعد هذا النجاح الاعلامي الذي حصلتوا عليه ماذا بعد هذا التلميع الاعلامي للوجوه ماذا بعد ذلك متى ينفذ المشروع متى تروج المعاملات ومتى تنتهي مشاكل هؤلاء المواطنين .لقد اشتكى لي عدد منهم انهم قد ملوا تماما من انتظار ماذا بعد ذلك متى ينفذ المشروع وبدء الكثيرين يشككون بمصداقيته أصلا ! , حتى انه اتصل بي احد الاشخاص على الاميل وهو من الفائزين بالقرعة وقال لي ( هل تضحكون علينا ) . استغربت من إشراكي في تهجمه هذا وعندما سألته عن سبب إشراكي في تهجمه هذا على مجلس محافظة بغداد أشار الى مقال كتبته سابقا ونشرته بعض المواقع الالكترونية وكان بعنوان ( كامل الزيدي رجل المرحلة ) وقد بذلت جهدا كبيرا وانا أحاول إقناعه اني لست معهم ولست منهم لا من قريب ولا من بعيد اصلا انما كتبت ذلك المقال تأيدا فيما يخص قرار رئيس ومجلس محافظة بغداد بخصوص اغلاق محال الخمور ليس اكثر من ذلك وان لكل حادث حديث . لا ادري ان صدق هذا ام لا المهم هنا نحن نتسائل معهم ايضا , بدء المشروع منذ أكثر من أربعة أشهر ما الجديد لماذا هذا السكوت لماذا لا تروج المعاملات لماذا هل فعلا الامر مجرد اعلان ليس الا؟المهم ولكي اعرف اكثر عن الموضوع ذهبت الى مجلس بلدية مدينة الصدر حيث وجدة مجموعة من الشباب الواقفين امام المجلس والغضب باء على محياهم وعندما سئلتهم عن السبب اجابني احدهماننا الفائزون بقرعة تكسي العاطلين واننا بعد طول انتظار اخبرونا عن طريق اعلان ثبت على جدار المجلس البلدي ان موعد ترويج المعاملات سيكون يوم 3/2/2011 وقد شعرنا بسعادة بالغة بسبب ذلك لكننا وعندما حضرنا باليوم المحدد خرج لنا احد المسؤولين ليخبرنا ان المجلس ليس لديه اية فكرة عن تعليمات وشروط ترويج المعاملة وان مجلس محافظة بغداد لم يبلغه باي شيء . لكن بعد قليل ( والكلام هنا لمحدثي ) وضعوا اعلان اخر وهو ان الموعد الجديد لوصول ( اصبحت وصول وليس ترويج ) التعليمات هو يوم 5/2/2011 وهو ما اثار غضبنا وعند سؤالي عن سبب الغضب ؟ اجاب ان يوم 5/2 يصادف يوم السبت وهو عطلة !!!؟ هل لهذه الدرجة يستهزؤن بنا ويكتبون أي شيء دون أي شعور بالمسؤولية , ومع ذلك حضرنا يوم الاحد حيث اخبرونا من جديد انهم ليس لديهم أي فكرة عن تعليمات حول هذا الموضوع واذا اردتم اذهبوا لمجلس المحافظة واسئلوا هناك , نحن ليس لدينا أي خبر !!! .المهم ان الشباب اتفقوا واستأجروا سيارة ( كوستر ) لنقلهم الى مجلس محافظة بغداد , وفي المساء اتصل بي احدهم بعد ذلك ليخبرني ساخرا انهم حصلوا على موعدين لبدء المشروع !!؟؟ الاول من موظف استقبال مجلس محافظة بغداد حيث اخبرهم ان الاحد القادم هو موعد ارسال التعليمات الى مجالس البلديات , والموعد الثاني عندما ذهبوا للمحافظة لتاكيد هذا الموعد اخبرهم ضابط ( برتبة ملازم وهو احد المسؤولين عن حماية المحافظة ) انه ذهب بنفسه للجنة المسؤولة عن هذا الامر واخبروه ان الموعد هو نهاية الشهر الحالي !!؟؟؟ .المهم ان هؤلاء الغاضبين قد قرروا ان يحضروا يوم الاحد القادم امام مجالس البلدية واذا لم يحصلوا على شيء ينتظموا بمظاهرة كبيرة تسير الى محافظة بغداد .الان نقول ان اكبر خطاْ يرتكبه احد المسؤولين هو الاستهانة بالناس وخاصة المساكين المحرومين منهم فهؤلاء عندما ينفجروا سوف لن يكون لديهم شيء يخافون عليه الى الاستاذ كامل الزيدي لا تنسوا هؤلاء المساكين الغاضبين , بدأتم مشروع سنقول إنكم أردتم به رضا الله حسنا أتموه فالأمور بخواتيمها الى مجلس مدينة الصدر وربما باقي المجالس لا تستهينوا بمواطنيكم وكونوا مسؤلين امام الله أولا وأمام الناس ثانيا .وحتى الاحد القادم سيكون لنا كلام اخر ......
صادق سالم
https://telegram.me/buratha