سامي عباس
لفت نظري قبل عدة أيام مقالة لكاتب يدعي أنه كولونيل في الجيش العراقي (حميد الواسطي) تحدث فيها بنبرة نابية عن إمام الشيعة وأحد أئمة المسلمين السيد محسن الحكيم الذي يجله ويقدره شيعة العراق والخليج ويحظى باحترام كبير من قبل جامع الزيتون في تونس والأزهر في مصر ويتذكر مواقفه السياسية والاجتماعية ونضاله السياسي الوطني النجفيون وأبناء العراق كافة ومما استفزني في هذه المقالة التي تفتقد إلى الكثير من معايير المهنية والجاذبية واللغة الطبيعية في كتابة المقالات هذا النفس العدائي العدواني على الفقهاء الكبار والمرجعيات الدينية الخيرة التي لعبت دوراً إنسانيا وأخلاقيا ووطنيا كبيرا حتى عد المرجع السيد محسن الحكيم أبو الشهداء لأنه قدم خيرة أبناءه شهداء على مذبح الحرية والكرامة والسيادة والاستقلال وحقاً كان السيد محمد باقر الحكيم رضوان الله عليه إمام المحراب وشهيده لأنه جسد بشهادته نبل الشهيد وميزة البطل والإمام الذي يفتدي شعبه في محراب الشهادة.في هذا المناخ الوطني يجب أن ننظر لمرجعية السيد محسن الحكيم ولا نبحث عن الأكاذيب بحثاً لإلصاق التهم الجاهزة بشخصه وبمرجعيته الدينية وياليتنا كنا مثل كتاب ومثقفي الشعوب المتحضرة التي تدافع عن مفكريها ومرجعياتها السياسية وشخصياتها الوطنية وكأن تلك الشخصيات هي الواجهة التي تعرف بها الأوطان ولو كان السيد محسن الحكيم بولندياً أو هولندياً أو سويدياً أو رجلاً ثائراً في أمريكا اللاتينية لبنوا له أكثر من تمثال في الساحات العامة بينما نحن في العراق ينبري كولونيل في الجيش العراقي كما يصف نفسه ويتحدث بلغة هابطة ويدعي أن لديه أموالاً بذمة مرجعية الإمام الحكيم ويجب أن تسترجع هذه الأموال من السيد عمار الحكيم والواقع أن هذه المسألة ربما تندرج في إطار المتخيل الذي يراه هذا الضابط إن صحت السيرة الذاتية بكونه ضابطاً بالجيش العراقي.رجل مثل السيد محسن الحكيم وهب حياته للأمة وقدم خيرة أبناءه شهداء على مذبح العقيدة والوطنية الكبيرة لا يجب أن نتحدث عنه وكأننا نتحدث مع بقال اشترينا منه ودفعنا له وبقي في ذمته بعض المال والفرق بين المرجع والبقال كالفرق بين الضابط وضده الذي يدعي الانتماء للعسكرية العراقية وهو ليس منها بشيء لأننا ندرك ببساطة العراقيين أن الجيش العراقي يحترم مرجعية الإمام الحكيم وحدث وعاد الجيش العراقي بقرار من هذا الإمام الكبير بعد أن وجهت الأوامر العسكرية والسياسية له في زمن المرحوم عبد الكريم قاسم بالتوجه إلى الكويت واحتلالها مثلما ائتمر هذا الجيش الباسل بمواقف المرجعية الدينية للإمام ولم يقاتل إخوانه أكراد العراق لذلك ليس من الوطنية ولا من الفروسية العسكرية العراقية أن تنجب مثل هذه النماذج المضحكة والمبكية معاً.
https://telegram.me/buratha