احمد عبد الرحمن
لاقت الدعوات والمطاليب القديمة-الجديدة لتقليص رواتب وامتيازات الرئاسات الثلاث والوزراء واعضاء مجلس النواب واصحاب الدرجات الخاصة، ترحيبا كبيرا من مختلف الاوساط والمحافل السياسية والشارع العراقي على وجه العموم.واستخدمنا مصطلح القديمة -الجديدة، لسبب بسيط هو ان طيلة الاعوام السبعة الماضية طالبت المرجعيات الدينية المباركة، وشخصيات وجهات سياسية وغير سياسية مختلفة بأعادة النظر في رواتب وامتيازات كبار المسؤولين في الدولة لانها لاتتناسب مع عموم الاوضاع والمستويات المعيشية والحياتية لمختلف فئات وشرائح المجتمع العراقي، ناهيك عن كونها تبتعد كثيرا عن معطيات وحقائق الواقع وبما يحمله من مشاكل وازمات تحتاج الى توظيف واستثمار اقصى الامكانيات والطاقات والموارد والقدرات لحلها ومعالجتها.وكان واضحا للجميع ان الهوة بين رواتب وامتيازات كبار المسؤولين واصحاب الدرجات الخاصة من جهة، وعموم المواطنين من جهة اخرى كبيرة، وكبيرة جدا، وتعكس غياب العدالة والمساواة والانصاف، وتكرس الشعور بالغبن والحيف والاجحاف لدى ملايين الناس، ناهيك عن كونها تجعل عدد غير قليل من الاشخاص يتكالبون على المواقع والمناصب بشتى السبل والوسائل ليس من اجل تقديم الخدمة لابناء الشعب، وانما من اجل تحقيق المكاسب والتمتع بالامتيازات الخاصة وعدم الالتفات الى ما يعانيه الشعب من مشاكل وازمات ومعاناة مرهقة في كل مجالات الحياة تقريبا.ولابد لنا هنا ان نشير موقف كتلة تيار شهيد المحراب في مجلس النواب العراقي التي رحبت في بيان لها بمبادرة دولة رئيس الوزراء بخفض راتبه الشهري الى النصف، ودعت الى تشريع قانون من قبل البرلمان لتخفيض رواتب كل اصحاب الدرجات الخاصة، وكذلك معالجة اشكاليات ومعوقات توزيع مفردات البطاقة التموينية التي القت بظلالها الثقيلة على ملايين الناس، لاسيما الفئات ذات الدخل المحدود.وهنا لابد ان نشير الى ان عزيز العراق سماحة السيد عبد العزيز الحكيم (قدس سره) كان قد تبرع بكل رواتبه الحكومية كعضو في مجلس الحكم السابق، وعضو في مجلس النواب لدعم المشاريع الخيرية الانسانية ومساعدة من هم بحاجة الى المساعدة.ان واحدة من ابرز مقومات وعناصر نجاح الحكومة والدولة بمختلف مفاصلها تتمثل بتقليص الهوة الكبيرة بين مسؤولي الدولة وابناء الشعب، لان ذلك من شأنه ان يصحح بعضا من المسارات والاتجاهات الخاطئة.
https://telegram.me/buratha