عبدالله الجيزاني
بعد الانتخابات الاولى التي جرت في العراق،وتشكيل الحكومة المركزية برئاسة الدكتور الجعفري،وتشكل الحكومات المحلية في المحافظات،اخذت الوعود تنهال على الشعب العراقي،وبصور مبالغ فيها وهو فخ سيق إليه بعض المسئولين بلاوعي،من الوعود نذكر مترو انفاق في بغداد،الى ميناء البصرة الكبيرالى المنطقة الحرة في البصرة والتي ستحول التجارة العالمية من دبي الى البصرة،وصولا الى المليون وحدة سكنية،وبعدها مشروع 10*10 ووعود الكهرباء التي كان اكثرها مبالغة عندما وعد الوزير المغفور ذنبه من قبل رئيسه كريم وحيد والتي اكد انها في حلول عام 2010 ستصل الكهرباء الى(20)ساعة تجهيز،وتمر الايام على هذا الشعب المبتلى وهو ينتظر القادم،والوعود لم ولن تنقطع،والحال من سيء الى اسوء،فبعدما كان يستلم ثلاثة الى اربع مواد من حصته التموينية في كل شهر،ويدفع ثمنها وثمن مواد لم يستلمها،اصبح يستلم حصته بالتقسيط اي كل شهر مادة ويدفع ثمن حصه كاملة، ومن مترو بغداد،الى تحول شوارع مدن كاملة في قلب بغداد الى برك واوحال ادت الى محاصرة العوائل في بيوتها،وتحولت وعود التحسن في تجهيزالكهرباءالى تحولها(ترفك لايت)في اغلب مناطق بغداد،وعندما يتصدى احد ليسأل من وعد عن وعدة،يجيب بلا حياء ان هناك معوقات تعيق التنفيذ،ويسوق التبريرات ويجدد الوعود،ولانعلم لماذا يتصدى للمسئولية من لايستطيع ان يتخطى المعوقات؟ولماذا تصنف الدولة منسوبيها الى درجات ومناصب؟ والمصيبة لم يسمع احد او يشاهد مسئول استقال او ترك المنصب لفشلة،ماعدا مغفور الذنب كريم وحيد الذي اجبر على الاستقالة،ليرشح لعضوية مجلس النواب،دون ان يعرف احد على اي رصيد جماهيري استند!! ان الحقيقة الوحيدة الموجودة في بلدنا ان المسئول لايعرف عن المسئولية الا الامتيازات،لذا تراه يبرر مرة بصعوبة الوضع الامني ومرة بالتخصيصات واخرى بغيرها،وكانه قبل ان ىيتصدى للمسئولية لايعرف وضع البلد الامني،لذا يسيرله موكب طويل عريض لنقلة من بيته الى العمل وليس لمتابعة العمل،ويقطع الطرق ويصم الاسماع،ويعرقل السير،اما التخصيصات التي هي على قلتها ان صح ماذا انجز فيها؟ للشعب ان يسأل بماذا تميز البعض ليكلف بالمسئولية،هل كافح فساد في دائرته؟والمقاولات تباع داخل الدوائر،ومن يبحث عن مصداق ليذهب الى محافظة بغداد،ليجد ان المدرسة تحال من قبل المحافظة بمليار وتنفذ ب(500-700)مليون دينار بعد ان تباع وتشترى لعدد من المرات داخل المحافظة،وهذا الحال في امانة بغداد وفي اغلب وزارات الدولة المختلفة،اذن اين دور المسئول الاول في الدائرة،فهو اما شريك او (مطفي)وفي كلتا الحالتين هو لايصلح ويجب ان يطرد،لكن لم نشهد رئيس وزراء او مجلس محافظة اقال احد لفساد او لكونه(مطفي)،لاشك ان الشعب العراقي يريد ان تبنى دولة،يتولى مسئوليتها من يعرف خطورة الوضع الامني،ويتصدى كفدائي ويكتفي بموكب صغير مخفي عن الانظار،وعدد قليل من المرافقين،ومثلما ينقلة هذا الموكب من بيته الى العمل ينقلة ليتابع العمل،ويريد مسئول (مفتح باللبن) يعرف كل صغيرة وكبيرة في دائرته وعن مروؤسية،يعرف الطرق التي توصل الى المشاريع التي تنفذها دائرته ويكون حاضرا فيها في الاسبوع مرة على الاقل،بناء الدولة يتم بهكذا مسئولين،ومن يريد الاعمار يجب ان يكون في مواقع العمل لاخلف المكتب،ومن يريد الاعمار يجب ان يعمل ليل نهار دون ان ينظر الى ساعته بأنتظار نهاية الدوام ليذهب بعدها الى صالونات السياسية عله يحصل على منصب(لنسيب او ا خ او صديق عزيز)،ان بناء الدول واعادة اعمارها تحتاج الى رجال استثنائيين والعراق يمر بظرف استثنائي،لذا يجب ان يبحث بين أبنائه عن هؤلاء الرجال وهم كثير،لكن فرصتهم قليلة لانهم ليس حزبيين اوان احزابهم لم تحصل على الاغلبية والمفروض ان الوطني يبحث عن الاشخاص المخلصين والكفوئين لاعن احزابهم ونتائجها في الانتخابات،ان العراق اليوم بحاجة الى صحوة لدى قادته من اصحاب القرار ليجمعوا حولهم المخلصين والكفوئين بغض النظر عن اللون والشكل والدين والقومية والحزب،العراق اليوم بحاجة الى مسئول حاضر في مواقع العمل،ويرتدي بدلة العاملين،وتشعر الارض بثقل اقدامه فوقها،ولكن لاسامح الله اذا بقى الحال على السين والسوف والتبرير وكلام الخداع لامتصاص ردود الافعال،فعلى الشعب ان ينتظر بعض الوقت ليتحول العراق الى احد الدول التي تعيش في مجاهيل افريقيا،خاصة وان ميزانية الدولة سوف تستنفذ كرواتب للرئاسات والنواب والوزراء الحاليين والمتقاعدين والمناصب المستحدثة والتي ستستحدث..
https://telegram.me/buratha