المقالات

ذكرى برنامج الحكومة /

787 09:40:00 2011-02-10

حافظ آل بشارة

يوما بعد آخر يكتشف المتابع لشؤون الحكومة في العراق ان التخبط والعمل الفردي هو السائد وكل قطاع اقتصادي يغني على ليلاه ، كان الجميع من باب التبجح يتكلم عن برنامج حكومي افتراضي مكتوب ومبوب وقابل للتنفيذ يتضمن خطة عمل كل وزارة لاربع سنوات والعلاقة التي تربط بين خطط الوزارات ، هناك وزارات منتجة واخرى ساندة وقد تتبادل الادوار و تشكل الوزارات حسب الحاجات الاجتماعية في البلد وهي : الأمن ، العمل ، الغذاء ، الصحة ، التعليم ، السكن ، الطاقة و النقل . ولتلبية كل حاجة هناك وزارة أو أكثر تنتج سلعا او خدمات ، برنامج عمل الحكومة يتضمن مراحل اولاها تأسيس البنى التحتية ، ثم التشغيل ، ثم التقييم ، ثم الاصلاح ، ثم التوسع ، حتى يحصل الاكتفاء ثم الفائض ، والوزارة الاساسية تضع خططها وخطط الوزارات الساندة لها . مثال : وزارة الزراعة ضمن اعمال البنية التحتية تريد بناء سدود وتشغيل مضخات ماء واستصلاح اراض وبناء مخازن مبردة ، اذن لديها اعمال تشاركها فيها وزارة الصناعة ، وزارة الموارد المائية ووزارة التجارة ، وقاعدة الشراكة تسري على جميع الوزارات فتصبح خططها مترابطة ولا يمكن لوزارة ان تفكر بمعزل عن الوزارات الاخرى . تصريحات الوزراء وكبار المسؤولين حاليا تدل على ضعف الترابط التنفيذي بين الوزارات ، وقد تجد كل وزارة تعمل على شاكلتها وهي في واد والوزارة الاخرى في واد آخر ، لكن هناك ظاهرة اخرى عجيبة وهي ان قانون الاستثمار مازال موضع جدل ويثار حوله لغط وخلاف في الرأي ، مع انه قانون مصيري فكل عمل تقوم اي دائرة في البلاد هو عمل استثماري يتضمن تشغيل عناصر انتاج : أيدي عاملة وخبراء واموال ومكائن ومعدات وطاقة وارض ومنشآت للحصول على منتج معين أما ان يكون جزء من بنية تحتية أو سلعة أو خدمة وكل منتج قابل للبيع او الاستهلاك ، ولأن الاستثمار هو كل شيء لذا ينبغي اعطاء الاولوية لحسم قوانينه وتعليماته ، تعثر قواعد الاستثمار نصا وتنفيذا دليل على توقف الحياة و فقدان خطة التنمية الوطنية الشاملة وفقدان جدول الاعمال لكل وزارة سيادية او ساندة وتشتت الجهد التنموي ، مثل فرقة موسيقية مؤلفة من 40 عازفا تستطيع بتوزيع الادوار وضبط الايقاع والتناوب المدروس ان تنتج ارقى سمفونية أما اذا عزف كل عازف بخطته الخاصة فسوف تنتج حالة فوضى صوتية عارمة ضررها أكثر من نفعها ، اذا استمر العمل التنفيذي بهذه الطريقة فسيكون ايقافه واجبا شرعيا لانقاذ الأموال والجهود ، هناك وزارات انفقت عشرات المليارات من الدنانير على مدى 4 سنوات لكنها لم تنتج شيئا اليس واجبا وقف الانفاق بهذه الطريقة ؟ اذا غابت علامات النجاح في عمل أي حكومة فمعناه غياب شرعيتها ، ومجلس النواب هو المسؤول عن ذلك ، التجارب السابقة تؤكد ان العمل التنفيذي يفشل في الحالات الآتية : -عندما يشعر المسؤول ان منصبه غنيمة يجب ان لا تذهب لغيره ، - عندما تتفشى حالة الخوف من الكفاءات وتشغيل الفاشلين وغياب النقد والتقييم . - عندما تحتل الدوائر مجموعات المنتفعين المهووسين بجمع المال والركض وراء الملذات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك