المقالات

اجراءات لا بد منها

739 22:47:00 2011-02-10

جواد العطار

شهدت بغداد وبعض المحافظات في الايام القليلة الماضية، جملة من المظاهرات المطالبة بالخدمات الاساسية والمواد الغذائية تارة وبالامن تارة اخرى، في مسلسل على غرار ما حدث ويحدث في بعض الدول العربية وخصوصا مصر. ومع ما يذهب اليه الكثيرون من ان العراق سباق لمحيطه في مجال تطبيق الديمقراطية وان البلد تحكمه نتائج صناديق الاقتراع ، وان أية مظاهرات او انتفاضات مشابهة لما يجري حولنا تعتبر في اطار الخروج عن العملية السياسية او طريقة جديدة لتخريبها، ومع اقترابنا من مرور عام على اجراء الانتخابات التشريعية في السابع من اذار 2010، فانه يجب اضافة وتثبيت الحقائق التالية :1. ان البرلمان الجديد لم يمض على انعقاده الفعلي سوى ثلاثة اشهر، حيث عقدت جلسته الخاصة بانتخاب الرئاسات الثلاث بتأريخ 11 تشرين الثاني 2010 . 2. ان الحكومة لم يمض على تشكيلها سوى شهران، ولم يكتمل نصاب اغلب تشكيلاتها الوزارية ، وبالذات الأمنية منها لحد الآن . لذا لا يعقل ان تطالَب الحكومة والبرلمان بتغيير الحال وتحسين الخدمات في هذا الوقت الضيق، او الحكم عليهما وتقييم ادائهما دون اعطائهما المجال والوقت الكافي واللازم لممارسة عملهما. وهل يعقل ان يخرج الناخبون على الحكومة والبرلمان وهم الذين منحوهما الشرعية واوصلوا الحكومة الى ما هي عليه لتعمل من اجلهم ويتحدث البرلمان في مراقبتها نيابة عنهم ؟ بالطبع، نعم، يعقل تظاهر الشعب اذا كان سلميا، ويجوز في النظام الديمقراطي الذي يمتلك المرونة اللازمة لتبادل الادوار متى ما اخل احد طرفي اللعبة الديمقراطية ( الشعب والحكومة ) بشروطها، او شعر احدهما بحيف او ظلم وقع عليه . واليوم مع دعوات عقد القمة العربية ببغداد المزمعة في آذار المقبل ، يشعر الشعب العراقي بانه جزء من محيطه العربي بعد ان كان منقطعا عنه تماما طيلة السنوات التي اعقبت التغيير وسقوط النظام في 2003 ، ذلك المحيط الذي يغلي وينتفض ضد انظمته الديكتاتورية ، فنرى بعض فئات وشرائح الشعب من المحرومين والمتضررين تتظاهر ضد من انتخبتهم و(تطالبهم ولا تتمنى عليهم وتصفهم بما تشاء ) في فضاء من الحرية؛ يجب ان لا ينكره احد عليهم ولا يمنعون تحت أي ظرف من ممارسته؛ لأنه مؤطر ومكفول دستوريا . لكن على من يحاجج ويمنع ويهدد ويتوعد في الطرف الآخر ؛ الحكومة ؛ باجراءات من قبيل - قطع الشبكة الدولية للمعلومات الانترنت او ايقافها بشكل مؤقت او تطبيق حالات الطوارئ او فرض حظر التجوال او منع التظاهر - ان يؤدي ما عليه. فالنائب يجب ان يعمل ويبذل ما بوسعه في خدمة ناخبيه لتعويض ما فاته من الوقت، وعلى الحكومة ان تستوفي شروط تشكيلتها لتحقق التناغم المطلوب في نجاح عملها . ومتى ما تضافرت شروط تقديم الخدمة للمواطن ( الناخب )؛ على كافة مستوياتها؛ امِنّا يوم ذاك جانب المواطن فيما يعمل وما يفعل؛ وأمّنا عملياتنا السياسية وتجربتنا الديمقراطية من عدوى المحيط وشرور المتربصين بها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك