الشيخ الدكتور خالد عبد الوهاب الملا عضو التحالف الوطني رئيس جماعة علماء العراق في الجنوب
عنوان أدبي رقيق يُدقدق مشاعر القارئ في أول وهلة لكنه يطوي في طياته الألم والجراحات والحسرات ودموع تذرفها عيوننا الصامتة على أبناء شعبنا وهم يذبحون صباح مساء مأساة تدفعنا أن نتأمل في أنفسنا وبلدنا وشعبنا ونتسأل أي رأس نريده وأي خيط نقصده حتى نمسك به وهل فقدنا الخيط ورأسه!!!!!!!!!!!!في خضم الصراع على المناصب وحطام الدنيا وملذاتها أما أننا نتحدث عن شيء اكبر وأهم في عراقنا الجريح نعم إننا نتحدث عن استمرار استهداف حياة العراقيين والتي لازلنا نفقدها بين الحين والآخر بل أكاد اجزم انه لا يخل شريط قناة فضائية إلا وفيه خبر عن قتل عراقيين وآخرها استهداف الأبرياء في مدينة كركوك والدجيل ثم تتحول هذه الضحايا إلى أرقام نعدها ونحصيها تضاف إلى سجل الشهداء والجرحى في عراق لم ينقطع فيه نهر الدم إلى اليوم وهنا لابد أن أبين لكم أيها الناس أيها العراقيون ماذا نقصد بالخيط وماذا نقصد بالرأس؟!! فالخيط هو الجريمة التي تقع في كل يوم بحق العراقيين الأبرياء دون توقف أو نهاية تلوح بالأفق فالقتل مستمر إما بسيارة مفخخة أو حزام ناسف أو مسدس كاتم أو غيرها من تفنن المجرمين وابتكاراتهم! وأما الرأس فهو ذلك الشرير العفن الذي يُخطط ويحرض ويدعم على قتل العراقيين ونحن منذ زمن بعيد نتفرج متألمين على قتل أبنائنا دون أن نضع حلولا صحيحة وناجحة تحد من هذه الجرائم وتقضي عليها والى الأبد نعم نحن نسمع كلاما من الجهات الأمنية وهي تلقي القبض هنا وهناك على المجرمين المأجورين وتعرض صورهم القبيحة على شاشات التلفاز وهم يتحدثون بوقاحة وبشاعة عن جرائمهم التي ارتكبوها وهذا هو الخيط فالخيط هو الجريمة ولكن أين الرأس أين من يقطع رأس الأفعى أو رؤوس الأفاعي المهم أننا نمسك بالرأس فنقطعه ففي بعض الأحيان تصرح هذه القنوات أو تلك بأنها ألقت القبض على المنفذين لهذه الجريمة وآخرها ما تناقلته وكالات الأنباء عن إلقاء القبض على العقل المدبر للاغتيالات التي استهدفت شخصيات أمنية وإعلامية في بغداد وهذا جهد تشكر عليه هذه المؤسسات الأمنية وحتى لا نبخس الناس أشياءهم أقول إن هذه القوات بذلت جهودا حثيثة لضبط الأمن في العراق وألقت على آلاف من المجرمين والإرهابيين والقتلة والسفاحين ولكن ثمة شيء مبهم يبقى يعاني منه المواطن العراقي وحلقة مفقودة تأرق حياته وسؤال يطرح نفسه أين رأس خيط الجريمة أين الرأس؟؟ فالجريمة موجودة وآثارها محفوظة ولكن هذا الخيط الذي مسك به إلى أين ينتهي وأين رأسه هل إلى شخص أو مجموعة أو حزب أو حكومة أو دولة نريد أن نعرف حتى ينتهي الجدل وحتى نضع العلاج المناسب للحد من تلك الجرائم التي أبادت الشعب العراقي المسكين ونقطة أخرى يتساءل عنها أبناء الشعب لماذا لا ينفذ حكم القضاء بهؤلاء المجرمين لقد سمعت من لسان دولة رئيس الوزراء نوري المالكي يوم أن التقى ببعض أهالي ضحايا منطقة الشعلة المنكوبة وقال لهم مبشرا ومطمئنا أن قوات الأمن قد ألقت القبض على المجرمين وهذا شيء طيب ومطمئن ولكن ماذا عن الرأس مَن وراء هؤلاء مَن أمدهم بالمال والسلاح مَن ذا الذي أعطاهم الحركة في بغداد وغيرها من محافظات العراق مَن الذي حرض ودفع ونسّق أم أننا لازلنا نقول مقولة نسمعها من القيادات الأمنية وهي أننا نريد أن نحافظ على سير التحقيق أو نريد الحفاظ على اللحمة الوطنية.فأما قولهم أننا نحافظ على سير التحقيق هذا أمر لا ينبغي أن يُقال في بلد يقتل شعبه بهذه الطريقة البشعة فسوف يقضى على العراقيين كلهم ولم ينته سير التحقيق لأن الجريمة ستبقى وهؤلاء لا يحترمون النفس البشرية وكرامتها وحقها في العيش وإذن هذه حجج واهية التي نتمسك بها وعكاز مكسور لا يسعفنا كي نقف عليه أمام أهالي الضحايا أما العذر الآخر الذي يتعكز عليه بعضهم هو قولهم نريد أن نحافظ على اللحمة الوطنية وأنا أقول أيضا نريد الحفاظ على لحمتنا الوطنية ولكن ليس بالصمت عن المجرمين والقتلة والإرهابيين وإنما نحافظ على لحمتنا الوطنية بمحاربتنا الجريمة والقضاء عليها والوقوف سدا منيعا أمام المجرمين والتكفيريين ومن وقف معهم ودعمهم بالمال أو الكلمة هنا يطمئن الشعب العراقي أنه سوف يعيش بأمان ووحدة واستقرار ولا أحد يستطيع أن يدخل بيننا كي يستهدف الأبرياء بعد ذلك أما إذا بقينا نلقي القبض ونترك رأس الخيط العفن فسوف نبقى نعدُّ هذه الجرائم تلوح بأفق العراقيين وتقضي عليهم وسوف نعطي المزيد من الدماء لأجل حريتنا وكرامتنا أبدا لن تقر أعيننا إلا إذ فضحنا هؤلاء وأنزلنا بهم عقاب الشعب وإرادته هنا نقول للشعب قرة عين لكم ولشهداء العراق وهذا الخيط وذاك الرأس أمسكناه.
الشيخ الدكتور خالد عبد الوهاب الملاعضو التحالف الوطنيرئيس جماعة علماء العراق في الجنوب
https://telegram.me/buratha