عمار احمد
من اية زاوية نظرنا الى المظاهرات الشعبية التي حدثت في معظم المحافظات في الاونة الاخيرة فأننا لايمكن ان نعتبرها دليل او مؤشر على الفوضى والتجاوز على النظام والاخلال بالامن.ولامير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام قول عميق في معانيه ودلالاته وهو (احذروا صولة الكريم اذا جاع واللئيم اذا شبع)، وجانب كبير من هذا القول ينطبق على الشعب العراقي الذي يعتبر الكرم واحدا من ابرز صفاته العامة.ماذا نتصور من اناس يحملون كل صفات العزة والاباء والكرامة والكرم وهم يعانون الحرمان والاهمال والفقر والمرض بأجلى وافضع صوره؟.. الى متى يمكن ان يلتزموا الصمت ويعضوا على جراحاتهم، ويكتموا في نفوسهم وقلوبهم مايرزحون تحت وطأته من عذاب.الكهرباء مفقودة بالكامل او اذا جاءت فأنها تأتي كما يأتي الضيف سريعا ويغادر سريعا، والمدارس والمستشفيات اما لا وجود لها، او انها عبارة عن خربات لاتمت الى القرن الحادي والعشرين بصلة، اما الشوارع والمجاري فحدث ولاحرج، ويكفي ان تبعث السماء زخة مطر لتتحول الشوارع والازقة الى بحيرات يحتاج المواطنون الى وسائل نقل بحرية لعبورها. هذا ناهيك عن بطالة الشباب وغيرها وغيرها وغيرها.كل تلك المعاناة ويأتي فلان او فلان المتنعم بالملايين، والذي لاييميز بين الصيف والشتاء ولا بين الليل والنهار، ليتحدث عن المؤامرات والاجندات التخريبية وانعدام الوطنية، علما ان لايتحمل ان يبقى لساعات قلائل مع الناس المحرومين من كل شيء لا ان يقضي حياته هناك.كفى حديثا عن المؤامرات والتفتوا يااصحاب الشأن في مختلف مواقعكم الى معاناة الناس الذين اوصلوكم الى حيث انتم الان، واذا لم يحاسبكم الشعب او حتى لو حاسبكم فأن حساب الله اشد واقسى... انكم تنطبق عليكم الاية الكريمة (وقفوهم انهم مسؤولون).
https://telegram.me/buratha