قلم : سامي جواد كاظم
الاعتقاد السائد ان احدى مصاديق الديمقراطية هي المظاهرات فالبلد الذي يتظاهر شعبه هو ديمقراطي ، المظاهرات لها اصولها واسبابها واذا ما اخل باحد مقوماتها تنقلب الى انتفاضة ، واصحاب النفوس الخبيثة تحاول ان تسيس هذا على ذاك او ذاك على هذا .مصر حديث الاعلام العربي والعالمي واكثر وسائل الاعلام فوضوية في تغطية الاحداث المصرية هي العربية اما العالمية فانها تغطي الاحداث المصرية طبقا لاجندة سياسية تخدم مصالحها وتنظر الى المستقبل ونتائجه والاحتمالات المتوقعة بعد رحيل مبارك .في العراق تحاول بعض وسائل الاعلام نسخ صورة مصر في العراق ولا يعلمون ان هنالك فرق شاسع بين العراق ومصر ، فالمظاهرات في مصر لا تستحق ان يقال عنها مظاهرات بل انتفاضة خرجت لرفض حاكمها المتسلط عليهم بالتامر وتزوير الانتخابات اما في العراق فمثل هذا لم يحدث هذا اولا ، وثانيا المعلوم لدينا ان الارهاب انحسر في اضيق زاوية في الفترة الاخيرة ولكنه لم يلفظ انفاسه الاخيرة فبدأ يبحث عن ثقب في الزاوية العفنة القابع فيها فوجد مهزلة المظاهرات هي افضل اداة متاحة اليوم ، ولهذا بدات تعمل بعض النفوس الخبيثة تحريك النفوس البسيطة والبريئة التي لا تدرك مبتغى الاخر الذي يحركها بحجة المطالبة بتحسين الخدمات والتموينية وما الى ذلك ، نعم هذه حقوق يجب المطالبة بها والحكومة العراقية مقصرة في هذا الاتجاه اما ان تحاول هذه الوسائل الاعلامية ان تعطي صورة مشابهة لصورة مصر فهذا بعيد كل البعد ففي مصر التموين والكهرباء افضل من عندنا وبالرغم من ذلك ثار الشعب المصري ضد حاكمه .ثالثا وهذا هو الاهم انا لست طائفي ولكني ارد على كل من يتهجم على معتقدي واحترم كل من يتجنب ذلك ومهما يكن معتقده ، وانا الاحظ ان هذه الشطط من التظاهرات التي لا تعدوا بالمئات في مختلف محافظات العراق (الشيعية ) فقط هي التي تتظاهر وهي التي انتخبت الحكومة فالمظاهرات التي هي على غرار مصر والانتخابات في العراق لا يمكن لهما ان يجتمعا وشتان بين هذا وذاك .لاحظوا للاسف ان هؤلاء العشرات وقد يصلون الى بضع مئات من المتظاهرين هم من محافظات الجنوب والمناطق الشيعية في بغداد اما البقية فلا اجندة تحركهم لان الدوافع الخبيثة لا زالت تامل سقوط الشيعة والخدمات التي هي بدرجة سيئة سببها الحاضنات التي احتضنت الارهابيين عند سقوط الصنم والخارجون عن القانون في البصرة مع الانانية السياسية الكردية هي التي قادت البلد الى ما هو عليه من سوء خدمات وهزالة البطاقة التموينية ولا يعني هذا تبرير لاخطاء الحكومة .ساعد ذلك هو الدول المجاورة واخرى اقليمية ومنها مصر بل حتى في اخر خبر بالامس قراته ان عوائل السجناء الجزائرين يطالبون بمواجهة سجنائهم في العراق ، ماذا يعملون في العراق هؤلاء الارهابيين الجزائرين ؟وسبب كل هذه المشاكل في العراق هو النظام الانتخابي الفاشل المحاصصاتي الطائفي الهزيل الذي تسلق كثير من الفاسدين تحت خيمة الكتل الانتخابية ونظام الترشيح وتقسيم المناصب على ضوئها تسلقوا الى اماكن حساسة في صنع القرار الخدمي والسياسي في العراق ، فاذا ما اردنا القضاء على مشاكلنا فاولا القضاء على النظام الانتخابي الفاشل ونفس الدوامة تعاني منها لبنان لان نظامهم الانتخابي نفس نظامنا الانتخابي .
https://telegram.me/buratha