المقالات

التظاهرات ليست حلا /

1218 10:39:00 2011-02-13

حافظ آل بشارة

ما زال العراقيون يحاولون تقليد الشارع العربي في التظاهر والضغط لتلبية طلباتهم ، لكن دعوة التظاهر تواجه خلطا متعمدا يمارسه بعض الخبثاء لتحقيق اهداف فردية ، ويسعى المعادون للعملية السياسية لاستثمار التظاهرات وقد يشعر المتظاهرون بالغضب اذا علموا ان هناك من يريد استغلال مشاكلهم لذا عليهم التحلي بالوعي السياسي وترك الحالة الببغائية ، النظام الديمقراطي يشجع تنظيم التظاهرات الحاشدة والمناداة بمطالب الجمهور المشروعة ، ولكن التظاهرة نفسها تعتبر مشروعا وكل مشروع يجب ان تكون له خطة يعدها أناس واعون لتحقيق اهداف التظاهرة مستخدمين اللافتات والهتافات المتزنة بلا عنف مع حماية الممتلكات العامة ، يجب تحديد هوية التظاهرة او الاعتصام هل هي لتوجيه النقد ام للتعبير عن مطالب ؟ وهل ان النقد يستهدف الحكومة أو نظام الحكم ؟ ولتجنب الخلط تحتاج التظاهرة الى قيادة او مجموعة قيادية تحدد اهدافها ، النظام في العراق نظام ديمقراطي انتخابي جاء بارادة الناس ولا يصح نقده او المطالبة باسقاطه لان النظام البديل له هو الدكتاتورية الغابرة ، يمكن نقد المسؤولين والمطالبة بتشخيص الفاشلين والفاسدين والوصوليين ومحاكمتهم ومعاقبتهم واعادة تشكيل الوزارات والدوائر والمحافظات على اساس الكفاءة والنزاهة . يمكن ان يكون هدف التظاهرة المناداة بأجراء اصلاحات عاجلة في اطار النظام الديمقراطي ، أما المشاكل التي يمكن للتظاهرات ان تعبر عنها فهي عادة : التدهور الامني ، الفساد ، الفقر ، البطالة ، أزمة السكن ، فقدان الخدمات ، توقف حركة التنمية ، شلل الوزارات ، غياب الشفافية ، والغريب ان هذه الامراض هي نفسها امراض البلدان العربية والآسيوية والافريقية واللاتينية وهذا يعني ان امراض الشعوب متشابهة سواء كانوا محكومين ديمقراطيا او استبداديا ربما يتعلق الامر بالانسان نفسه وثقافته وتطلعاته وطريقة فهمه للامور وهذا يعني ان ديمقراطيتنا التي بنيت برعاية امريكية لم تعط ثمرة طيلة 8 سنوات وما زال التشابه قائما بيننا وبين الدول المتخلفة الأخرى بل نحن الاكثر فسادا وفوضى ! بامكان المتظاهرين ان يفكروا بدون استعجال ، عليهم ان يقدموا للحكومة مقترحات حل وليس فقط طلبات ، اذا ارادوا تغيير مسؤول فاسد فعليهم ان ينتظروا ليقدم استقالته ثم يرشح حزبه بديلا عنه والحزب عادة لا يملك افضل منه ولو كان لديه الافضل لرشحه ابتداء فكل بديل سيكون هو الاضعف والافسد والافشل ، هناك مشاكل حلها ليس بيد الحكومة مثل مشكلة البطالة فعلى الجميع ان ينتظروا قدوم الشركات الى العراق وتشغيل العمال والقضية تحتاج الى عشر سنين فما فوق ، أو مكافحة الفساد وهو امر غير ممكن حاليا لأن الفساد تحول الى تقاليد ادارية شائعة ومقبولة وتقول هيئة النزاهة ان بعض الوزارات تدافع عن الفساد وتحميه ! وقد تجد هاتفا ضد الفساد في التظاهرة لكنه لو اتيحت له الفرصة لكان اخطر السارقين ، وربما هناك معترضون على الفساد لانهم لم ينالوا حصتهم منه ، كل المشاكل تشبه هذه المشكلة والنتيجة واحدة ، الذين يفهمون الامور بعمق يشعرون باليأس فيقولون : ما هي فائدة التظاهرات ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبد التميمي
2011-02-17
اغرب مقاله اقراءها انت تعرف اخي الكاتب كيف هي الاليه التي وصل اليها المالكي للحكم فليس يااراده الشعب وصل المالكي وتريد ان تقول في فحوى كلامك ان التظاهر على حكومه منتخبه باااراده الشعب غير جائز وتريدنا ان نعطي حلول للحكومه من يسمع والذي يسمع هل ياخذ بالنصيحه هل يتوقف عن السرقه والفساد والمحسوبيه انا معك في شي واحد اذا كانت تونس استعادت توازنها في ضرف اسابيع فنحن نحتاج الى سنين وسنين حتى يتحسن الحال هذه حقيقه اقولها بمراره (حل الحلول في بلدي العراق ماساه)
ابو علي
2011-02-16
الحكومات في العالم الغربي هم موظفين وليس سراق وحراميه مثل حكومه منطقه الخضراء جاءت للنهب والسرقه والفساد والعقود الوهميه الان الشعب الجريح فيه ملايين الارامل وفيه ملايين اليتامى وفيه ملايين الفقراء وفيه ملايين العاطلين عن العمل وفيه ملايين المرضى وفيه ملايين من غير بيوت الاحصائيه فاقت دول افريقيا الفقيره وبلدنا من اغنى البلدان لا كهرباء ولا ماء والقاذورات في كل شارع ومحلات الخمر وبيع افلام السكس في كل مكان والان فقط المالكي لديه اكثر من 120مستشار(سارق) الظاهر الحكومه لديها اجازه خاصه بالسرقه
مغترب
2011-02-14
بسنين قلائل استطاع معلم الانسانية نبينا محمد صلى الله عليه واله الاطهار ان يقلب حياة الناس في المدينة وكون منهم امة لاتقهر وذالك بالعدل والرحمة وكما يقال العدل اساس الملك والحكم.......... قاعدة بسيطة وسحرية
عراق المنافع الاجتماعية
2011-02-14
عندما ينتخب الناس اعضاء البرلمان او اعضاء مجالس المحافظة لا يعني بالظروة هم انتخبوا افضل الناس فالتظاهرات تغير كل شي وتسقط حكومات وسياسين ولا يعني السكوت على كل شي ان الوزاراء واعضاء البرلمان وغيرهم هم خدم الى الشعب وليس العكس ودورتهم 4 سنوات وتنتهي وتتجدد فقط عن طريق الانتخابات اما السكوت عن الفساد وتقديم والخدمات يعني دعم الحرامية
علي زكي
2011-02-13
التظاهرات حلا اساذنا الفاضل هل تعلم ان (اعمالكم عمالكم وكيف تكونوا يولى عليكم) لا تعفي حكامنا من وز ما حل بنا فالناس على دين ملوكهم وحكامنا سنوا سنن الفساد فسرنا خلفهم وسنرد معهم الحميم الا انهم سيتحملون اوزارنا واوزار افعالهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك