المقالات

حديثو نعمة أم كافرون بها....

900 11:58:00 2011-02-13

محمد رشيد القره غولي

حديثو نعمة أم كافرون بها....

الحال الذي وصل إليها الواقع العراقي في جميع مجالات الحياة، واقع ليس بذاك الطموح الذي تأملناه بعد سقوط الطاغية و تركه لملفات تحتاج إلى سنين لحلها. و لم يكن بالطموح المرتجى لان أصحاب السيادة لم يحلوا أي ملف من تلك الملفات الداخلية، و أن حلت بعض الملفات الخارجية و التي ساهم في حلها بعض الدول التي كان العراق له معها بعض المشاكل المادية. فخلال الفترة الماضية رأينا كيف تفردت بعض الأحزاب للهيمنة على المناصب السيادية و غير السيادية، و ساروا على نفس الطريق الذي سار عليه حزب البعث، و الذي كان لهم العدو الذي لا بد من إطاحته. أما الأحزاب التي خرجت من نفس ذاك الرحم الذي خرج منه البعث فليس لنا أي عتاب معها، لأنها لم تقف موقف الضد من مفاهيمه. لكن تلك الأحزاب التي كما تدعي إنها عانت من ذاك النظام و اليوم تتجه سياساتها الوصولية على نفس المنوال البغيض الذي سار عليه صدام و جلاوزته، هذا الشئ غير مقبول بتاتا. هل الوصول إلى السلطة كفيل في تغير مبادئ تلك الأحزاب التي تدعي إنها إسلامية و ترمز لنفسها تلك الشعارات الرائعة و التي أصبحت فيما بعد مجرد لقلقة لسان لا تغني من فقر. إنني أصور تلك الوجوه التي تخرج علينا من مختلف الأحزاب بأنها و جوه لم تعرف النعمة قط بل كانوا بطونا جائعة تنتظر أي فرصة لتكون مملوءة حتى و لو كانت على أساس القيم و المبادئ، فهم في تصوري مصداق لقول الإمام علي (ع) حيث قال ((و لا تطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت فان الشح فيها باق)).فلن نطلب خيرا منكم بعد اليوم يا أصحاب السيادة و انتم تتربعون على خيرات العراق و ترمون فتات ما تنهبون إلى شعب أوصلكم إلى السلطة ظنا منه إنكم أنصاره و اليوم تجازونه بأبشع الصور، فذاك يتقاتل على المنصب و ذاك يسرق من قوت الشعب و ينعم بها خارج العراق و من حوله يغضون النظر عنه لأنهم سائرون على طريقه و الأخر يستحدث الوزارات و الأخر ليخفي فشله يعطي الأسر العراقية 15 ألف دينار و الأخر يضع جدولا من الوعود لم يفي بواحدة منها و الأكثر ظلما إنهم ينعتوا هذا الشعب بان له أجندات خارجية تسيره. إلا تستحون؟!. هذه الدماء التي تجري كل يوم أمام أنظاركم، الم تحرك شيئا من ضمائركم التي قتلتها الأموال السحت التي تسرقونها. فليعذرني القارئ فإننا لم نرى وقاحة كالتي نراها اليوم، فبمجرد ثلاث أو أربع مناصب وزارية يستغرق لتشكيلها نحو سنة منذ إعلان نتائج الانتخابات و لم تحل إلى يومنا هذا،بعد ذلك الصراع الذي دام لأشهر لتشكيل الحكومة. أي عار عليكم انتم يا من تقودون البلد و الذي سيذكره التاريخ حتما في صفحة سوداء لا تتشرف بها الأجيال القادمة. و أي مصيبة أوقع شعبنا نفسه باختياركم. اليوم أن تعلمنا الدرس علينا أن نسعى لتغير هذا الواقع المقرف و هذه الصور البشعة التي تظهر علينا بين الحين و الأخر عبر شاشة التلفاز، فقد كرهنا حتى النظر إليكم لأنكم وعدتم شعبنا و لم توفوا بوعودكم، فانتم حقا مجموعة ينطبق عليها القول ـ حديثو نعمة و كافرون بها ـ و الأيام القادمة ستكشف بشاعة صوركم و أجنداتكم الخارجية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك