عبدالله الجيزاني
اليوم العراق يمر بمنعطف خطير مصدرة الشعب الذي مل من الوعود ،ففي الحكومة السابقة عللت الإخفاقات بالتحدي الأمني من قبل التكفيريين والخارجين على القانون،لذا انتظرت الناس الحكومة المقبلة وبنت عليها أمال كبيرة بالاستناد إلى وعود مرشحي الانتخابات،وخرجت الى الانتخابات لتضع اخر مالديها من صبر وأمل في صناديق الاقتراع، وبعد التي واللتيا ولدت الحكومة الاكبر في تاريخ العراق(3 نواب لرئيس الجمهورية،3 نواب لرئيس الوزراء،و43 وزير،مجلس السياسات)،المخجل ان هناك بحدود(12) وزير بلاعمل اي وزير دولة يتمتع بأمتيازات الوزير دون ان يقدم اي عمل معتد به،اضافة لعدد غير محدود من المستشارين للرئاسات الثلاثة ومجلس السياسات وللوزراء،(ولاندري سبب عدم وضع وزراء الدولة مستشارين وهي صفتهم في كل العالم) وراح الساسة يتحدثون عن انجازهم بتشكيل حكومة وطنية تظم جميع مكونات الشعب العراقي(ماعدا التركمان حيث حوسم منهم منصب نائب رئيس الجمهورية الشرفي)،الساسة افتخروا بهذا الانجاز لكن الشعب يريد ما ينعكس على حياته في الخدمات في معالجة البطالة في الحصة التموينية في السكن في الشوارع التي تحولت مع اول قطرة مطر الى برك واوحال غير موجودة الافي العراق ومجاهيل افريقيا،الشعب لم يرى الا مليارات توزع بين الكتل السياسية على شكل مناصب وهو يعيش الحرمان، وهذا الحال يغري اي عدوا لغرض الانقضاض على انجازات السياسيين مهما كبرت،وهنا اخذ اعداء العراق الجديد زمام المبادرة،وعملوا على تحشيد الناس للمطالبة بحقوقهم المسلوبة من قبل الرئاسات والبرلمانيين والوزراء الحاليين والمتقاعدين،وهي كلها مطالب مشروعة وحقيقية،ولايمكن لاحد ان يعترض عليها،وللاعداء ان يستثمروا هذه التظاهرات في اي اتجاه يرغبون،ولهم (تجيير)هذه المظاهرات واعطائها اي عنوان خاصة مع توفر وسائل الاعلام المسخرة لهم،هنا من الملام هل الناس المظلومين ام اعداء العراق ام الحكام وقد قيل قديما (امشي عدل تحير عدوك)،الايعلم حكام العراق الجديد بخسة وانتهازية أعدائهم؟ الم يشاهدوا بأم أعينهم المجازر التي ترتكب يوميا،لأجل إسقاط تجربة العراق الجديد؟،ان التاريخ سوف لن يرحم كل من تصدى للحكم ولم يعرف خطورة الوضع،ولم يفهم الدور الذي علية ان يؤدية كحامل لمشروع وليس طالب حكم كما هو المفروض،وكل من اعطى فرصة ذهبية لاعداء الشعب العراقي بالنيل منه بكلمة حق يريد بها باطل،ان المدافعين عن العراق الجديد قد قطعت السنتهم ولم يبقى لهم مايدافعوا به،ولطالما توسلوا بالساسة ان امنحونا السن ندافع بها عنكم من خلال انجازاتكم ولم يسمع احد،لابل اتهموا بشتى التهم، بسبب هؤلاء الحكام ضيقي الافق ممن لايفهموا واجبهم ،اما الشهداء فهم اليوم يشكون الى الله ضياع تضحياتهم بسبب مجموعة انفار لم يكونوا على قدر المسئولية ودون مستوى التحدى،أن كل من تصدى للحكم من رئيس وزراء الى الوزراء إلى وكلاء الوزراء إلى مدراء عامين وحتى النواب وأعضاء مجالس المحافظات ممن لم يكونوا على قدر التحدي،وصعوبة المرحلة، يجب ان يحالوا الى العدالة في الدنيا،ولهم في الاخرة السعير، لانهم خانوا القضية التي طالما ضحى وحلم بها الشعب العراقي،ولانهم اعطوا فرصة لاعداء العراق الجديد ان يتكلموا بأعلى اصواتهم دون ان يستطيع احد الرد عليهم لابل انهم الان يستخدموا قواعد العراق الجديد ضده،ان المناصب والكراسي التي تهافت عليها هؤلاء ونسوا قضية الامة سوف تتحول الى وبال عليهم في الدنيا والاخرة،وعليها الان الاعتراف بعدم القدرة وتسليم الامر لمن يستطيع ان يتحمل المسئولية بشرف،عسى أن يستطيع انقاذ شي قبل ان يضيع الحلم والى الابد.وعليهم ان يتعضوا مما يحصل من ثورات غضب في الشارع العربي،ويتذكروا قول من يدعوا الانتماء الية(متى ملكنا ملك هارون ولم نسجن موسى ابن جعفر)،لقد سجنوا موسى بن جعفر بشق صف الامة بالدسائس،وسجنوا موسى بن جعفر عندما اهملوا القضية ولهثوا خلف زخارف الدنيا،ولم يملكوا قيراط مما ملكه هارون، البعض من هؤلاء ظن ان كسب ود المحتل في تهميش شركائه في التضحية،ونسى ان امريكا على مر تاريخها لم تسند اي عميل لها،وماحصل لشاة ايران وبن علي وحسني الامبارك والقادم من الاذلاء عضة لمن يملك لب،وعزاء الامة ان التاريخ لن يرحم الصغار مهما حاولوا ان يصوروا انفسهم.
https://telegram.me/buratha