فارس حامد عبد الكريم
للعراق أعداءاً تاريخيين، غلاظ القلب قُساة، كانوا سبباً أبدياً في معاناة شعبه القديم والحديث، أعداء ما انفكوا يعملون ليل نهار وبكل جد ومثابرة لمنع الخير والسرور والرفاه عن أبناء الرافدين الطيبين، الذين كانت طيبتهم وجودهم وكرمهم المتفرد، في أحيان كثيرة، سبباً في معاناتهم، وهكذا وثقوا مرات عديدة بأعدائهم، أملاً في فتح صفحة بيضاء جديدة .ولكن قلب عدوهم اسود، وسهامه مسمومة، لا يهدأ له بالاً ولا ينام مرتاحاً، إلا إذا اطمئن ان العراقيين بغير عافية، وان نسائه أرامل، وأطفاله أيتام، وخيرة شبابه صرعى او في غياهب السجون. وهكذا دعموا الطاغية المقبور بكل قوة في الماضي القريب، لا حباً به واعترافاً بفضله ، وانما بغضاً بأبناء الرافدين ونكاية بهم، لأسباب بعضها معلوم وبعضها الآخر مجهول، ومن ثم حرضوه على القتال نيابة عن أحقادهم ولؤمهم في حروب استنزفت دم خيرة شباب العراق الأبي. واليوم بعد ان لاحت في الافق تباشير رفعة وسرور وخلاص ،عاد أولئك الأعداء ، إقليمين وغير إقليمين ، ليجمعوا كل طوابير الشر والحقد الأعمى والجريمة ليدفعونهم الى ارض العراق الخصبة بالحب الذي يرويه نهرا العراق الخالدان ، دجلة والفرات. وفي اشد أيام العراقيين محنة ودموية ، تَذكََر أولئك (الشرفاء) كل مآسي الدنيا وكل ضحايا تسونامي وحيوانات موزمبيق المهددة بالانقراض، وتدخلوا مسرعين للإنقاذ والمساعدة، بدافع الإعلام والخيرية المزيفة، ولكنهم لم يتدخلوا، ولو على اضعف الإيمان، لنجدة من يُفترض أنهم أشقائهم، بل كانوا على نقيض ذلك، في ظاهرة قل نظيرها في العلاقات العربية الإسلامية، عوناً وسنداً ومنفذاً للإرهاب الذي طال أهلنا جميعاً، نعم لقد أستباح أولئك الطغاة والإرهابيون وبعض الخونة المنافقين الدم العراقي، وذبحوا أطفال الرافدين وأرسلوهم باكرا الى المقابر وهم بملابس عيدهم ونشوة طفولتهم، بل انهم أبادوا عوائل بكاملها ذبحا، واعتدوا على من يُحلف بعفتها وطهارتها، وأهانوا الحر الكريم الشجاع ابن مضائف العراق وخيراته، بل فعلوا ما لا تفعله البهائم حتى في بني جنسها من دون وازع من ضمير أو أخلاق أو دين أو حقوق إنسان .إلا إن رياح التغيير التي جرفتهم أو في طريقها لذلك هي في صالح العراق حتماً ليجد نفسه في بيئة إقليمية وسياسية وإعلامية قريبة من تطلعاته المشروعة وتقودها الشعوب الحرة، فالشعوب أصدقاء وإن كان الحكام أعداء.
https://telegram.me/buratha