المقالات

أسئلة ديمقراطية...!

780 15:35:00 2011-02-18

مقال للكاتب والإعلامي قاسم العجرش

بلورة نظام ديمقراطي جديد في بلد خضع لديكتاتورية تأصلت في النفوس، ليست حدثا دراماتيكيا ينجز مرة واحدة، بل هو سلسلة من السياقات الطويلة التي تستدعي تطورات تدريجية، فهو بالحقيقة يعني خلق شراكة بين قوى متعارضة وترتيبات اجتماعية مختلفة، وهذا لا ينشأ بين ليلة وضحاها.

فالثورة الفرنسية أسقطت دفعة واحدة الملكية المطلقة، ولكن في أعقابها جاءت سنوات من الاعدامات العلنية، الارهاب اليعقوبي، الرجعية البشعة والفاسدة وحكم الطغيان في شكل القيصريات النابوليونية. أما الديمقراطية فلم تنشأ بين ليلة وضحاها جراء الهجوم الشعبي على الباستيل: ولم تحظ فرنسا بنظام ديمقراطي مستقل إلا بعد نحو مئة سنة فقط من ثورة سنة 1789!...

الديمقراطية العراقية لن تشذ عن هذه القاعدة قطعا، وسنحتاج الى وقت طويل حتى يمكن أن نوصف بأننا ديمقراطيون..لكن المدهش في حالتنا هو إننا ومنذ ثماني سنوات من سقوط الديكتاتورية ونشوء النظام الجديد ، نقبل بخداع من يخدعنا ونصدق أن هذا النظام ديمقراطي ديمقراطية كاملة وحقيقية..! ولنسأل انفسنا مثلا: ما معنى أن يتقاضى عضو المجلس البلدي لقضاء او ناحية تقاعد بمقدار تقاعد المدير العام، عن خدمة قضاها في السرقات وبيع النفط بالسوق السوداء أمدها أربع سنوات!؟ والسؤال الثاني :لماذا نحن البلد الوحيد في المجموعة الشمسية الذي يمنح النواب تقاعدا مع أن خدمتهم خدمة موازية لنشاطهم المهني السابق لإستنابتهم!؟ وسؤال آخر عن المجلس الوطني للسياسات: هو أنه إذا تشكل وفقا لمشروع قانونه الذي يقول: بأن قراراته ((ملزمة)) إذا أتخذت بأصوات 80% من أعضاءه، فما يتبقى من دور لمجلس النواب الذي أنتخبناه بدمع العين وما جرى!؟ ثم ما حاجتنا لأربعة نواب لرئيس الجمهورية وهو منصب ليس تنفيذيا بالقدر الذي يحتاج الى هذا العدد من النواب؟ وبعد...فلدينا الآن وزارات عديدها يكفي لثلاثة شعوب أو أربعة بحجم شعبنا ، فما السر الذي يقف وراء ذلك ترى؟ ..ومع ذلك نقول أن المرحلة تقتضي ترضيات سياسية على حساب جوعنا وعرينا وخراب بيوتنا، ونقبل كل ذلك على مضض على أمل أن يصحو الساسة ويلتفتون الى الوراء ويخجلون مما فعلوه بنا.. لكن الذي لا نستطيع أن نفهمه ولا نتجرعه ولا نهضمه ولا نتقبله ولا نتعايش معه ولا ..ولا هو وجود وزارة الناطق بأسم الحكومة...!

سلام....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو الحارث
2011-02-18
ياأخي لوتنادي بهذا الف مره باليوم لاتحرك قيد انمله فيهم وكأنك تنفخ في قربه مقطوعه. كل واحد فيهم يجعل نفسه مثالي والباقين لاشيء .وعندما تحدث احدهم بهذا الكلام يقول لك صحيح والله صحيح بس لو جماعتي يسمعون هذا الكلام لعلهم يهتدون وكانه طائر خارج سربهم...لكن لمن تنادي.... (صم ،بكم،عمي, )
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك