سعد البصري
منذ ظهور النتائج الانتخابية البرلمانية التي جرت في السابع من آذار من العام الماضي والمشهد السياسي العراقي يعاني من مشكلة كبيرة وهي عدم وضوحه بشكل يسهل على قارئه أن يستشف ماهية الأحداث التي تجري في هذا المشهد ، فالسياسيون طالما ظهروا على شاشات الفضائيات بهندامهم المرتب وهم يطلقون التصريحات التي للأسف زادت الطين بلة وشوشت الكثير من المفاهيم عند المواطن العراقي . فالمشهد السياسي العراقي يحتاج إلى من يأخذ به إلى المصداقية والى الواقعية ، فاغلب التصريحات التي يدلي بها السادة المسؤولين إنما هي وجهات نظر شخصية ولا تعبر عن القائمة أو الكتلة التي ينتمي لها المسؤول وسرعان ما تأخذ هذه التصريحات طريقها من قبل وسائل الإعلام على أنها تصريحات رسمية وبالتالي تؤثر بشكل كبير على طبيعة المشهد السياسي . والمعروف عن الشارع العراقي والمواطن العراقي بأنه بسيط ويمكن لأي تصريح من أي مسؤول حتى لو كان بعيدا عن مصدر القرار ــ يمكن ــ أن يفعل فعلته بالشارع العراقي ..! فتارة تكون هذه التصريحات ذات وقع جيد لدى مجموعة من الناس والعكس يحدث عند آخرين وتارة تجد إن ما يطلقونه هؤلاء السياسيون يسبب توترا وتشنجا بالمشهد السياسي وبالتالي ينتقل هذا التوتر إلى الشارع العراقي الذي يتأثر كثيرا وبسرعة . إذا من يعرقل المشهد السياسي في العراق هم المسؤولين عن هذا المشهد أي إن السياسيين هم وحدهم أصحاب العلاقة بالمشهد السياسي بالعراق وطبيعة تطوره وتحوله من حالة إلى أخرى ، فالتجاذبات والحوارات والحراك السياسي بين أعضاء الكتل النيابية في مفهومهم العام أمر طبيعي ولكن أن يؤثر على الشارع العراقي ويعرقل المشهد السياسي هو الأمر الغير طبيعي . ولا نعلم إلى متى سيبقى هذا المشهد معرقل وغير واضح .
https://telegram.me/buratha