حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
شهدت الأيام الماضية تحولات كثيرة في العالم العربي شملت تغييرات مهمة جدا في طبيعة القيادة العربية وبالضبط بعدما حدث في تونس من تظاهرات أطاحت بنظام زين العابدين بن علي لما كان يشكله هذا النظام من تسلط واضح وصريح ضد مقدرات الشعب التونسي الذي اندلعت تظاهراته بعد حالة من الكبت أصابت الشعب التونسي ، وبالتالي كانت الترجمة واقعية من خلال إسقاط النظام الفاسد . ومن ثم استمرت هذه الظاهرة لتشمل بقية الدول العربية فكانت مصر العربية الرقم الثاني في القائمة إذ استمرت التظاهرات والاعتصامات المليونية لمدة 17 يوما شملت تقريبا اغلب المؤسسات الحكومية مما اضطرت السلطة في مصر إلى الاستجابة لمطالبات الثوار والتنحي أمام قوة الإرادة الشعبية رغم محاولات هذه السلطة تفريق المتظاهرين بشتى الوسائل ، لكن الجيش المصري وقف موقف مشرف مع شعبه وبالتالي تم إسقاط النظام المصري لتعود إرادة الشعب إلى الواجهة من جديد . كما استمر مسلسل التظاهرات ليشمل عدة بلدان عربية بضمنها العراق ، فقد خرجت العديد من التظاهرات التي تندد بسوء الخدمات ومعالجة مشاكل البطالة والفساد المالي والإداري والمعوقات الكثيرة المستشرية في المجتمع العراقي فضلا عن المؤسسات الحكومية وشملت هذه التظاهرات اغلب مناطق العراق ولكنها لم تكن بالقوة التي ظهرت بها التظاهرات في تونس ومصر بل كانت التظاهرات العراقية خجولة وتفتقر إلى التنظيم ، كما إن الأعداد التي شاركت في هذه التظاهرات كانت قليلة بالإضافة إلى عدم وجود دعم من جهات معينة جعلت من التظاهرات العراقية يتيمة ولم تحقق الحد الأدنى من مطالبها على الأقل في الوقت الحاضر ، فالذي يحدث من تظاهرات في العراق هو ضد الواقع المزري الذي يعيشه المواطن حيث إن المواطن العراقي مل من كثرة الوعود والتصريحات ، وبالتالي فقد كان خروج التظاهرات في العراق مسألة خاصة وواقعية وليست لها علاقة بالتظاهرات التي أطاحت بالأنظمة العربية المستبدة .
https://telegram.me/buratha