حميد الشاكر
يعني لاادرك حقيقة الى هذه اللحظة اصرار حكومتنا العراقية على استضافة القمة العربية في بغداد ، وإنفاق ملايين الدولارات من قوت الشعب العراقي ورفاهيته على تهيئة الاجواء والمناخات والابنيةوالاطعمة والاشربة الفخمة والرفاهية مضافاالى ذالك الاستنفار الامني وحشد طاقات كل العراق الاقتصادية والخدمية والعسكرية والامنية ......الخ لمجرد استضافة زعماء وملوك وقادة وأمراء عرب ، سيجتمعون في بغداد ثلاثة او اربعة ايام فحسب ، وخصوصا في هذه الظروف الكالحة السواد التي تمر بها المنطقة والعالم كله من حولنا !!.ثم تعالوا ياسادة ياكرام نتحدث بلغة عراقية صريحة ، وواضحة مع حكومتنا المنتخبة اولا ، ومع شعبنا مصدر الشرعية ثانيا لنقول : ما الذي تعنيه القمة العربية بعد هذه الاحداث التي تفجرت في منطقتنا العربية والاسلامية ، لتطيح بكل النظم العربية الفاسدة والفاقدة للشرعية وقادتها الهالكين اصلا ؟.وما الذي تحتاجه بغداد من هذه النظم السياسية العربية الآيلة للسقوط وقادتها الذي لحقهم العار والشنار في كل العالم بعدما تعاملوا بهذه الوحشية والدكتاتوريةمع شعوبهم حتى لفظتهم هذه الشعوب العربية ومن ثم اسقطتهم لتصحواعلى كوارث فساد كونية تدوّي ورائهم ووراء اسرهم بالخزي والعار حتى تهتم حكومة بغداد كل هذا الاهتمام بعقد القمة في العراق وتنفق على تهيئة الاجواء كل هذا الانفاق من المال العراقي العام ، واعصاب شعبه المحروقة والمدمرة ؟.وهل بقت قمة وعرب وجامعة يمكن لها ان تستمر بالحياة اكثرمن ذالك حتى تحرص حكومة العراق وقادته على احتضانها ؟.أم انه آن الآوان للعراق وللعرب ولدول الاقليم ان تفكر بواقعية للبحث عن منظومة سياسية ، واقتصادية جديدة تضم العراق ودول الاقليم باطر مستحدثة غير مسمى الجامعة العربية وقممها الصورية تكون اكثر نفعا سياسيا واقتصاديا وتنمويا للعراق ومحيطه الاقليمي والعالمي تستحق بالفعل ان يهتم بهاالعراق ويصرف وينفق من اموال شعبه لتهيئة الاجواء لاحتضانها على امل ان يكون مردود ونفع هذه القمم اكثر نفعا وعائدا للعراق وشعبه مما ينفقه على راحة الزعماء والقادة والامراء ؟.نعم لا اعتقد بعد هذه الثورات الشعبية العربية ، التي اطاحت بكل القديم السياسي للنظام العربي الفاسد والدكتاتوري وبما فيه جامعة دول الفساد العربية لم يزل العراق وقادته يرون بان شرعيتهم العراقية الجديدة لاتكتمل الا بحضور ومشاركة الزعماء العرب لقمة بغداد القادمةولهذا يحرص قادة العراق الجدد على استضافةالقمة في العراق لكسب الشرعية امام العالم والعراقيين فهذا الامر يكون منطقيا اذا كانت هذه النظم العربية لم تزل تحتفظ بالقليل من شرعيتها السياسية على دولها ، أما والحال ان فضيحة هذه النظم دوّت بجميع الاصقاع العالمية ، وان ما يسمى بالجامعة العربية قد انفرط عقدها ولم يصبح لها اصلا وجود وفعل حقيقي ، فعلى قادة العراق الجدد ان يكونوا اكثر واقعية وبراغماتية في تعاملهم الخارجي وان يدركوا ان دينارا من قوت الشعب العراقي لاينبغي ان ينفق على الخارج اذا لم يستطع ان يعود بالف دينار لخدمة ورفاهية الشعب العراقي المظلوم واذا كان الوهم هو ان ينفق قادة العراق الجدد اموال الشعب العراقي على كماليات سياسية عربية منافقة وهي غير ذات اي مردود نفعي لهذا الشعب وهذه الامة العراقية ، فليعلم قادتنا المحترمون في العراق ان هذا التصرف فضلا عن انه سفه وتبذير لاموال الشعب العراقي هو اصبح اليوم مدعاة للسخرية في العالم ان تنفق من اموال وقوت شعبك مالا وفي هذه الضائقة الاقتصادية العالمية لالشيئ ، الا لمجرد جمع قطيع فاسد من زعماء وملوك وامراء عرب تحت قبة ليتشاتموا ويتآمر بعضهم على بعض وليخرجوا كالعادة بمحصلة نهائية هي كارثة تضاف لكوارث العرب والمسلمين الكثيرة لاغير !!.ان الحقيقة التي لايمكن اغفالها قبل عقد اي قمة عربية في بغداد ، او سواها هي ان النظام العربي السياسي المتهالك والايل للسقوط غيرمستعد لمناقشة اي شيئ في هذه الظروف العصيبة التي تمر على وجوده السياسي يختص بصالح العراق في قمة بغداد القادمة ان عقدت في وقتها فهونظام منشغل تماما في البحث عن الُسبل لبقائه في الحكم وقمع الثورات الشعبية العربية المتفجرة في وجهه حتى وان تطلب ذالك تدميرالعالم كله ولهذا فهو نظام غيرمستعد ان يتحدث عن تنمية اقتصادية بينه وبين العراق ، ولاهو في وارد ان يناقش كيفية مساعدة العراق عمرانيا او اقتصاديا او حتى امنيا او عسكريا ، كما انه لايمكنه ان يهب العراق شرعية سياسية هو فاقد لها داخل بلدانه بالاساس ، وعلى هذا المنطلق يبقى السؤال منطقيا امام حكومة الشعب العراقي وقادته وهو : لاي منفعة او مصلحة او وارد سياسي يتمسك قادة العراق الجدد في عقد قمة عربية في بغداد بالتحديد وعلى جمرها الملتهب مع ادراك العراق شعبا وقيادة ان لامنفعة عراقية تذكر من مثل هكذا اجتماعات سياسية عربية ؟.ثم كيف لشعب وحكومةعاقلة ومتوازنة فكرياوفي مثل هذا الظرف العالمي الحرج اقتصادياوسياسيا ان تتمسك بنفقات مليونية ومخاطر امنية ومصروفات عملاقة اقتصاديا تنفق مع الرياح ، لمجرد ان يقال عقدت قمة في بغداد للقادة العرب وعلى شرف حكومة العراق الجديدة ، مع ان نصف الشعب العراقي لم يزل يشرب مياه آسنة ، وغير صحية وهو الاحوج حقا لهذا الانفاق الترفي لحكومة ودولة العراق على زعماء وقادة وملوك وامراء عرب غير مؤكد حتى الان مشاركتهم بهذا الحفل التافه ؟.في العراق الجديد كنّا نتأمل ان يرزق بقادة لاينفقوا من اموال شعبه دولارا على قمة عربية او عالمية او استضافة منظومة اقليميا او الدعوة لاجتماع دولي داخل العراق او خارجه اذا لم يكن في حساب ومخططات قادة العراق الجدد ان هناك منفعة ومصلحة للعراق وشعبه يجب رصدها والتخطيط للوصول اليها قبل تبذير دينار واحد خارج سياقه المعروف ، لكن يبدو اننا لم نزل نحكم بعقلية الصورة وكيف يقال اعلاميا ان العراق حاضرا في العالم لاغير وان تسبب ذالك بتفتيت ثروة ابناء الشعب ووضعها في غير موضعها المناسب !!.نعم لتلغى القمة العربية اصلا بل ولتلغى جامعة الدول العربية وقممها الصورية ، وليفكر العراق الجديد بشكل مختلف عن ما اسسه النظام العربي الهالك قبل مئة عام منذ الان ، وليعلم قادة العراق الجدد ، ان مجدهم يكمن ليس بعقد قمة عربية صورية داخل بغداد وانما نموهم وتطورهم واحترامهم يظهر عندما لايكون هناك حي من احياء العراق بحاجة الى كهرباء اوماء صالح للشرب او قرية بحاجة الى مستوصف او مدرسة او شارع نظيف فهذه هي المقاييس الجديدة ما بعد نظم الداكتاتورية والفساد في منطقتنا العربية لاي نظام سياسي ديمقراطي وناجح ومحترم ويريد بالفعل للعالم ان ينظر له باحترام وتقييم !!.
https://telegram.me/buratha