المقالات

نصائح لا يسمعها الرؤساء

909 10:00:00 2011-02-21

حافظ آل بشارة

الحدث العربي يتصدر وسائل الاعلام بانواعها ويستولي على اهتمام المراقبين في العالم ، تظاهرات في كل مكان تطالب يتغيير انظمة الحكم والتحول الديمقراطي، عاصفة الغضب الجماهيري تشكلت بسرعة غير متوقعة منذ بداية هذه السنة ، بعد تونس ومصر انتقل الحريق الى البحرين وليبيا واليمن والاردن والجزائر ، في ايام معدودات تشكلت طوابير المتظاهرين وهي تهزأ بالحكومات والقوات القمعية وتتلقى الرصاص بصدورها ، اعلان مباشر عن انقضاء جيل من الجلادين والضحايا وبزوغ جيل جديد من الشعوب ترفض البقاء في قفص الضحية المستكينة وتتخذ قرار التغيير ، الشعوب في المنطقة جددت وسائل هجومها فاستخدمت التحشيد الهائل وتوحيد المطالب ، اما الحكام فقد عجزوا عن تجديد وسائل التعامل مع التظاهرات ، فقد تشابهت ادواتهم واساليبهم الفاشلة فهي تبدأ بمنع التظاهرات ثم الرد عليها بالقنابل المسيلة للدموع ثم الرد عليها بالرصاص الحي فيسقط شهداء وجرحى ويزداد المشهد تعقيدا ثم يمنع التجول ثم تقطع شبكة الانترنيت ثم يجري تجميع المرتزقة والخروج بتظاهرة مضادة مؤيدة للرئيس والحكومة ، هذه الوسائل اصبحت معروفة ومتوقعة ومتكررة فعلها زين العابدين بن علي وكررها حسني مبارك وكلاهما اصبح من الماضي واخبارهما سيئة فالرئيس التونسي يقال انه اصيب بجلطة أو ربما مات ومبارك يغمى عليه ثم يستيقظ وهو لا يعرف شيئا ، فشلا في مواجهة التظاهرات والغريب ان الرؤساء الآخرين الذين اندلعت في بلدانهم تظاهرات غضب وهم على طريق السقوط يكررون اسلوبي بن علي ومبارك ليثبتا للجمهور انهما على طريق السقوط ! الرئيس الليبي وملك البحرين ورئيس اليمني يمرون بالقصة نفسها فلماذا يستخدمون نفس الوسائل التي فشل فيها من سبقوهم ، الانظمة العربية السائدة تعيش حالة : (استحالة الاصلاح) لسبب واضح هو الاختلاف بين نظام الحكم القائم وبين عامة الناس في تعريف الصلاح والفساد ، انظمة الحكم العربية ترى نفسها انظمة حكيمة ومصلحة ومتحضرة يديرها حكماء لم تلد النساء امثالهم ، بينما ترى الشعوب ان هذه الانظمة يديرها مجرمون ولصوص يجب ان يحاكموا ، هذا الفرق الهائل في الرؤية يؤدي الى استحالة الاصلاح ونشوء علاقة عدوانية بين الحاكم وشعبه ، فالمعركة قائمة وقد ثبت ان الهجوم الشعبي في العالم العربي ضد انظمة الحكم هو هجوم سلمي لكنه يؤدي الى اسقاط الحكومات بسرعة ، فلماذا يصر الرؤساء على المقاومة مع ان النتيجة معروفة ؟ مقاومة الحاكم تجعله يرتكب المزيد من الجرائم التي تجعل حسابه اصعب ، لذا فالموقف الافضل الذي يمكن ان يتخذه حكام العرب في هذه الايام هو اعلان الاستقالة في اول يوم من خروج التظاهرات وطلب العفو من الشعب فهذا الاسلوب سوف يلين قلوب الجماهير ويجعلها تنظر بغضب اقل الى الحكام ، وبعد السقوط من الطبيعي ان يواجه الرئيس المخلوع محاكمة اصولية وسوف يكون ملفه الجنائي أخف مما لو حوكم على جرائم ماقبل التظاهرات وما بعدها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك