عبود مزهر الكرخي
تواترت الأنباء عن قيام شباب وجماهير البحرين الأباة بقيامهم انتفاضة وثورة انتفضوا فيها على كل مظاهر الظلم والتهميش والتي يقوم بها مليكهم وعائلته الفاسدة المتغطرسة والتي كان يقوم بكل جهوده هو وحاشيته في سبيل التنكيل بالشيعة والعمل على تهميشهم وممارسة كل إشكال التفرقة والترهيب في سبيل ذلك وحتى تغيير الطابع الديموغرافي لهذه المملكة الصغيرة من خلال استقدام العديد من البلدان العربية الأخرى من المذهب المقابل ومن السلفيين والمتعصبين من أمثال جلب السوريين من دير الزور وتجنيسهم وقد عمل بخطوة مجرمة أخرى من خلال احتضانه المجرمين من فدائيي صدام وتجنيسهم والمشاركة في قمع الشيعة والتنكيل بهم من خلال هؤلاء الحفنة المأجورين الذين كانوا ممسوخين من قبل الشعب العراقي والذي قام بجلبهم ودعمهم وإطلاق يدهم في حرب الشيعة وكل مواطن شريف يؤمن بقيم العدالة والدستور والذي كان يحكم بصورة مطلقة وليس هناك دستور أو قانون يحدده بحيث كان استقدام هؤلاء كان بأوامر منه ومن رئيس وزراءه وعائلته المتحكمة في مصير البلد بحيث في فترة قصيرة جداً استطاع تجنيس (200)إلف فرد وكل من المذهب السني في سبيل كسر الطابع الديموغرافي لهذا البلد والذي يمثل فيه الشيعة النسبة الغالبة لتصل الى(70%)أو أكثر وحتى عندهم الدستور والقانون مغيب ويحكم بسلطة مطلقة وبدون رادع أو وازع ديني وأخلاقي وهو بهذه ممارسته وتصرفاته الشنيعة قد مارس أبشع أنواع التفرقة والطائفية ضد أبنائنا من الشيعة بحيث كان هو وجلاوزته يمنعون إقامة المأتم الحسينية واحتفالات الشيعة الخاصة بهم ويمنع بناء الحسينيات وغلق الحسينيات في مناسبات الشيعة وحتى منع الشيعة من تسلم المراكز الحساسة في الدولة ليمارس أبشع أنواع القهر وسلب الحريات ضد أبنائنا في البحرين وهو يمثل من اعتي الطغاة والديكتاتوريات في وطننا العربي والذين ابتلت بهم شعوبنا العربية وحاله حال الأصنام الموجودة والذين تم إزاحة صنمين في تونس ومصر ليأتي الدور على هذا الصنم والذي هو تربيته ونشأته من قبل أمريكا وإسرائيل والذي قام بثورة عندما توفى أبوه عيسى بن سلمان واستولى على الحكم بالرغم من وجود من هو أحق منه في الأمارة عندما كانت ذلك ولكن أمريكا وبريطانيا يجب إن يكون لها دور في اختيار حكام الخليج ولهذا لم تجد أفضل من هذا الطاغية كخادم مطيع لهم وينفذ كل أجنداتهم ومخططاتهم لهذه القوى الأستكبارية في عالمنا العربي وبالأخص في الخليج وهو الذي فتح موانئه في الخليج العربي وأراضي البحرين للقوات الأمريكية في غزو العراق وتسهيل كل مهماتها وكان من احد العوامل المهمة في تسهيل مهمة دخول القوات الأمريكية إلى العراق.وهذا الملك صاحب مواقف عديدة في الخيانة والأجرام وعمل كل ماهو مشين ضد الإنسانية والتي يتصف حكامنا العرب على العموم بها والتي يندى لها الجبين وتشمئز منها النفوس في أفعاله وممارساته المجرمة وله سجل حافل في هذه الأفعال الشيطانية التي قام بها.ولهذا لن أطيل في سردها ولكن لنتطرق إلى تلك الثورة الخالدة التي قام شباب وجماهير البحرين والتي لم تكن مقتصرة على الشيعة بل كانت تضم الشيعة والسنة لكي تبين للعالم اجمع عظمة هذه الانتفاضة العظيمة ولكي ترفض كل أنواع الظلم للطغاة من آل ثاني وفي مقدمتهم مليكهم والتي أبتدأت في (14)فبراير لتتحول إلى شعلة تحرق عروش الطواغيت في الحكم والتي كانت ثورة نبيلة وسامية ولكن بحكم غطرسة الحكم ودمويته أبى إلا إن يقمع هذه الانتفاضة التي قام بها شعبنا في البحرين وبكل وحشية ودموية ليستشهد أثنين من الشباب وهم المشيمع والمتروك ليكتبوا في سجل الشهداء الخالدين في ضمائر كل الشرفاء في العالم ولكي يكونوا أحد القرابين التي قدمت على مذبح الحرية والديمقراطية التي يتطلع إليها الشعب البحريني وليكونا في مصاف الشهداء من أنصار أبي عبد الله الحسين(ع).ولهذه الثورة عبق وأريج خاص تميزت بها هذه الثورة العظيمة وهذه الأنتفاضة ومن أهمها :السمة الأولى : استلهامها قيم ومبادئ الثورة الحسينية الخالدة والتي كانت المنطلق لإشعال هذه الشرارة لثورة البحرين والتي اتصفت بها هذه الثورة من بين الثورات الأخرى ولتعطيها صفة خالدة ومميزة ولكي تتشح هذه الثورة بأحلى وشاح لها وهي وشاح التميز بثورة الحسين.السمة الثانية : وهي تسلح هذه الانتفاضة بالثبات على المبادئ وعدم الانحراف عنها وهم بذلك يجسدون بذلك كل الممارسات والقيم التي مارسها أهل بيت الحسين(ع) وأصحابه المنتجبين ولذلك كانوا ثابتين على صنع القرار وتقرير مصيرهم بأنفسهم وصنع قدرهم بأيديهم.السمة الثالثة : وهي سقوط الشهداء الأبرار الذين كانوا راضين بقدر الله واستسلامهم لأمره وحتى أهاليهم وهم يمثلون ماكان وبالضبط ما يجري في معسكر الحسين والذي يذكرنا بموقف أم وهب النصراني(رض) والتي كانت تحثه على القتال تحت يدي أبي عبد الله الحسين والاستشهاد تحت يديه.السمة الرابعة : شباب البحرين كانوا يمثلون المرآة الناصعة لشباب معسكر الحسين الذين يمضون ولايبالون بكل أجهزة القمع البوليسية الطغمة آل ثاني الجائرة وهو يذكرنا بموقف سيدي مولاي على الأكبر(ع) عندما سأل أباه في الطريق وقال له: (( أولسنا على حق))فقال له الأمام أبي عبد الله روحي له الفداء ((بلى والله)) عند ذلك قال ذلك الشاب الشجاع ((أذن نمضي ولا نبالي)) وهم خير من يمثل القاسم والعباس وإخوته الأبطال (ع).فتحية لشباب البحرين الذي آلى على نفسه إن لايكون حبيس اللهو والانترنيت وقضاء الأوقات الفارغة في اللهو وتصدى للدفاع عن بلده وشعبه وأصر على دك عروش الظالمين.السمة الخامسة : وهي أحلى السمات والجميلة في مشاركة النساء والتي أبوا إلا يشاركوا أبنائهم وأزواجهم وإخوانهم في هذه الثورة والتي استمدوا نساءنا البحرينات كل قيم العفاف والحجاب من قيم الصديقتين الزهراء وزينب الحوراء(ع) فكان خروجهن وما شاهدناه في الصور والأخبار بالعبي والحجاب وشجاعتهن برفعهن إعلام البحرين واعتصامهن في الشوارع والتصدي للقوى الغاشمة أكبر دليل على أن هذه النساء قد استلهمن شجاعة وعفاف الزهراء وبطلة كربلاء زينب العقيلة(ع).وكنَّ بحق خير من يمثلن المرأة المسلمة في عفافها والشجاعة التي يحملنها وكنَّ بحق حفيدات الزهراء وزينب وكل النساء البطلات في تاريخنا الإسلامي وجسدهنَّ بأحسن صورة وتمثيل.وكانت الثورة خير تجسيد لفكر واهداف الثورة الحسينية والتي رفعت في شعارات منها الكثير من شعارات الحسين(ع) فرفعوا شعار ((هيهات منا الذلة)) وتحية للمرأة التي أقف لها احتراماً وأدبا وهي في عباءتها وحشمتها والتي بكيت عندما شاهدت هذه الصورة المؤثرة والتي رفعت وبكل شجاعة وإباء وشموخ وقفت ورفعت شعار(( القتل لنا عادة والشهادة لنا كرامة)).ولنتذكر أن جماهير البحرين تمثل معسكر الحسين(ع) الذي ورغم قلته تصدى لكل قوى الطاغوت والكفر والغطرسة والذي يمثله آل ثاني ومن وراءهم آل سعود الذين يدعمونهم وكل قوى الكفر والظلام والذي يبدو أن التاريخ يعيد نفسه بإن الله سوف ينتصر لهؤلاء المؤمنين اصحاب الفكر والصلاح على كل قوى الكفر والظلام.ولنحيي هذه الثورة المباركة التي بصمت بصمة لها في تاريخ الثورات العظيمة والخالدة وليزهو وليفخر وكل بحريني وكل موالي شيعي بهذه الانتفاضة المجيدة والملاحم المجيدة التي يسطرها شباب وجماهير ونساء البحرين في سفرهم الخالد والتي استلهمت المبادئ العظيمة والفكر الخلاق للثورة الحسينية وكانت بحق أحسن من تمثلت هذه الثورة الشفافة بأهداف ملحمة الطف الخالدة.ولنبتهل وندعو الله سبحانه وتعالى بالنصر والظفر لهذه الثورة النبيلة والتي تعني سقوط صنم أخر من أصنام الديكتاتوريات الغاشمة في وطننا العربي ونيل الحرية والديمقراطية لشعبنا في البحرين والتي اصطبغت بلون الشهداء الأحمر الذي عمّدّ هذه الثورة العظيمة.فالف تحية ومن الأعماق لهذه الثورة الهادرة والتي سمعت في كل العالم والتي حاول الكثير من المرجفين التعتيم عليها ولكن بصمود وقوة الشعب البحريني سوف تنتصر هذه الثورة انشاءاهجف ولكي يكون صوتها هادراً وعلى مر التاريخ لنقاءها وشفافيتها واستلهامها كل القيم العظيمة في دينا الإسلامي وفي مقدمتها الثورة الحسينية.ولنترحم على شهدائنا الأبرار في البحرين الذين هم في مقعد صدق عند مليك مقتدر وليلتحقوا بالركب الحسيني مع أنصار أبي عبد الله الحسين(ع).والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
https://telegram.me/buratha