سالم كمال الطائي
لقد دأب طغاة العرب! حكام العقود! أن يبرروا ثورة شعوبهم؛ ثورة الجياع؛ ثورة العاطلين؛ ثورة المشردين؛ ثورة ذوي الأمراض المزمنة؛ ثورة المحرومين والحيارى؛ ثورة الأميين! ثورة الذين يتوسدون التراب ويلتحفون السماء! ثورة الخريجين العاطلين الذين لم يجدوا غير الأرصفة لممارسة اختصاصاتهم! تلك هي "الأجندات" الحقيقية التي حركت جموع الثائرين ووحدت صفوفهم ودفعتهم إلى الشارع لفرض إرادتهم وتحقيق النصر أو الشهادة. تلك هي الأجندات الحقيقية وليس هناك "أجندات" خارجية أو أجنبية كما يدعي الطغاة في كل بلد من البلدان الثائرة؛ فإن الأسباب والدوافع موجودة في أعماق صدور المظلومين المكبوتة والتي انفجرت كالبركان لتسحق وتكتسح كل الطغاة والفاسدين وأعوانهم فإن الثوار الشباب والشيوخ ! لديهم قوة جبارة وصوت هادر وعزم أكيد على تحقيق النصر وإزاحة الحكام الطغاة ومن يناصرهم أو يساندهم وهكذا كان الانتصار في تونس وفي مصر ولا زالت الصحوة الشعبية تنتشر من بلد إلى آخر ولازال الطغاة في اليمن وليبيا والبحرين والجزائر يصرخون بأن هناك أجندات أجنبية تحرك تلك الشعوب ناسين أو متناسين بسبب غبائهم وغلوائهم بأن الأجندات الحقيقية هي معاناة الشعوب وقهرها وسرقة حقوقها وإذلالها بحيث لم يبقوا في قوسها منزَع فانطلقت سهام الشعوب إلى صدور الحكام الجبناء وأصبحوا يبحثون عن طريق للخلاص والهرب وهم يثرثرون بخبل وجنون "أجندات خارجية"!! والحقيقة أنها "أجندات" وطنية شعبية, وثورة عارمة من أعماق تربة الوطن كنتيجة للظلم والقهر والإذلال والحرمان... أفلا يعقلون.
إن من أسباب طغيان الحكام "المخضرمين"!! هي مستشاريهم الذين لا يعكسون واقع ما يدور في الوطن وما يعانيه أبناء الشعب الواحد؛ بحجة عدم إزعاج الطاغية! ونحن نحذر في هذه المناسبة السيد نوري المالكي من مطب المستشارين الذين لا يوصلون الحقيقة والواقع المعاش والحال المزري في بعض قطاعات الشعب العراقي ومناطقه المحرومة من الخدمات الضرورية والملحة والتي تؤثر على نفسية المواطن المضغوط والمحروم هذه الأيام' ونخشى أن يكون السيد نوري المالكي قد وضع كل ثقته في "مستشاريه"! الذين تعوزهم الخبرة والدراية والإحساس بمشاكل الناس ويصوروا له واقعاً وردياً وإن ما يقال مجرد دعاية أو أخبار مغرضة يبثها أعداء العملية السياسية, ونطالب السيد المالكي أن يلتفت بجد إلى مشاكل الناس والعمل على حلها بأسرع وقت ممكن وبعكسه فإن أعداء العملية السياسية الحاضرة سوف يستغلون هذا الواقع ويشحنوا الجماهير على التحدي والصدام الدامي وربما يتفاقم الوضع إلى أن يضطر المالكي ومستشاريه باستعمال القوة المفرطة للدفاع عن النفس ومن هنا سوف تبدأ الشرارة لإشعال نار فتنة لا يعلم إلا الله مداها ونتائجها, ومن هنا أيضا ندعو السيد المالكي أن لا يلجأ إلى أسطوانة الطغاة الظالمين بأن هناك "أجندات" أجنبية!! تحرك أبناء الشعب!! كلا .. إن هناك "أجندات" حقيقية داخلية وهي سوء وتقصير في تقديم الخدمات الضرورية للناس, البطالة, الفساد الإداري والفساد المالي, الحرمان, المرض, وإهانة المواطن في دوائر الدولة وانتشار الرشوة, وسوء تصرف بعض عناصر الجيش والشرطة مع المواطن, كل ذلك وهناك الكثير هي التي تشكل الأجندات الحقيقية لثورة الجماهير القادمة, الغريب في موقف السيد المالكي أن كلامه وتصريحاته جيدة ومقبولة ولكن الفعل في الواقع بعكس ما يتكلم ولا ندري هل هناك اتفاق وتفاهم بينه وبين قواته وقواه الخاصة أم أن وراء الأكمة ما وراءها... الله أعلم.
https://telegram.me/buratha