محمود الربيعي
تساؤلات مشروعة عن صمت الجامعة العربية على النزيف اليومي لدماء أبناء الشعوب العربية
لماذا لانسمع من الجامعة العربية إستنكاراً لقتل أبناء الشعوب العربية كما نسمع دفاعها عن الحكام ؟هل من ضرورة لبقاء الجامعة العربية؟ أم لابد من إعادة صياغة تشكيلها على أساس الإنتخاب الشعبي؟تساؤلات مشروعة
تمر الشعوب العربية بمرحلة خطيرة من نضالها المشروع ضد أنظمة الحكم الإستبدادية القمعية وهي تخوض مرحلة صعبة من حياتها من أجل الحرية والكرامة والمطالبة بالعدل والإنصاف رغم عصف رياح الظالمين.. وتمتد الثورة البيضاء للشعوب وهي تمر بالدول الواحدة بعد الأخرى بعد مرحلة خوف مرير لم تشهد الساحة العالمية له مثيلاً.
والعجب كل العجب ونحن نشهد صمت الجامعة العربية عن المذابح اليومية التي تتناقلها وسائل الإعلام العالمية المختلفة وهي تنقل الصورة والخبر عن المجازر التي يرتكبها بعض الحكام وأزلامهم أولئك الذين ماتت ضمائرهم وهم يسددون الضربات الأليمة وسهام غدرهم لأبناء شعوبهم التي حكموها بالظلم والقهر وقضبات الحديد ويوهمون العالم أن شعوبهم سعيدة لكن المظاهرات والإحتجاجات المليونية والألفية فضحت كذبهم وأبلج الصبح عن الحقيقة الساطعة وشهد العالم وحشية الأنظمة التي إستخدمت قواها العسكرية الجوية والبرية لقمع الإنتفاضات وإسكات الأصوات التي أرتفعت من كل مكان للتخلص من الكوابيس الجاثمة على صدور الشعوب.
فأين الجامعة العربية من كل مايحصل وهل تحس لها همساً، أين الجامعة العربية من حال الشعوب المسكينة، فالجامعة العربية ليس لها حضور إلاّ بين الحكام في جلساتهم الصورية الهزيلة ولدفاع عن الحكام وقضاء الأوقات في هذه الدولة أو تلك وعلى موائد الحكام وتنفيذ إرادات الدول الدكتاتورية الظالمة التي تدعم الإرهاب.
فهل هناك أية ضرورة لهذه الجامعة وهي على هذا الحال البائس الضعيف؟ أم لابد من إعادة التظر في تشكيلها على أساس الإنتخاب الشعبي واختيار ممثلين حقيقيين للشعوب العربية، فنحن لانريد جامعة عربية تكون واجهة للحكام المستبدين، بل نريد جامعة عربية تتكلم بلسان الشعوب وتحقق لها إرادتها وطموحاتها المشروعة.
وعليه فنحن نطالب أن تكون الجامعة العربية حرة تحفظ كرامة الشعوب وتعبر عن إرادتها الحقيقية وأن لاتُسَيسَ هذه الجامعة لخدمة الإستبداد، كما نطالب بإعادة تنظيم هيكليتها الذي يجب أن يقوم على أساس الإنتخاب الشعبي الممثل لإرادات الشعوب وبرلماناتها الدستورية الوطنية، وعلى الجامعة العربية في المستقبل أن ترسم سياستها وفق الإرادة الحرة المستقلة، وأن تعمل على الدفاع عن الشعوب لا عن الحكام.
إن المرحلة التي تمر بها الأمة العربية تستوجب تغييراً جذرياً لكل ماهو باطل وبالإتجاه الذي يكرس للإصلاح، وينبغي للحياة الدستورية الجديدة توفير الأجواء الشعبية الحرة وتأمين الإنتخاب الشعبي السليم ليُعَبِرَ عن إرادة الشعوب وأن تتسم روح الجامعة الحرة بالشجاعة والقوة في قول الحق، والوقوف في وجه الباطل.
https://telegram.me/buratha