احمد عبد الرحمن
واخيرا صوت مجلس النواب بالاجماع على الموازنة المالية الاتحادية للعام الجاري، ولاشك ان هذه الخطوة كانت من الاهمية بمكان، من اجل تسريع عجلة البناء والاعمار وتقديم الخدمات للمواطن والتخفيف عن كاهله جراء مايعانيه من مشاكل وهموم وازمات حياتية غير قليلة. وربما لايختلف اثنان على ان ماجاء في الموازنة لم يلبي بشكل كامل طموحات واحتياجات وتطلعات ابناء الشعب العراقي، لاسيما الفئات والشرائح الاجتماعية التي هي بحاجة الى قدر كبير من الرعاية والاهتمام، بيد ان الانصاف يقتضينا القول والتأكيد انه لاول مرة خلال الاعوام الثمانية المنصرمة ينجح ممثلو الشعب في توجيه الامور بالمسارات الصحيحة والصائبة، وبما من شأنه ان يلبي ولو جزء من الاحتياجات والمتطلبات الحياتية وفالغاء المنافع الاجتماعية للرئاسات الثلاث، وتحويلها لصالح دعم مفردات البطاقة التموينية وشبكة الرعاية الاجتماعية، امر ايجابي للغاية، وتخصيص مبالغ لدعم بعض الفئات مثل الطلبة والمزارعين وموظفي الدولة ممن ليسوا على الملاك الدائم، امر ايجابي هو الاخر، وكذا الامر بالنسبة لخفض رواتب الرئاسات وكبار المسؤولين وان لم تكن نسبة التخفيض بالمستوى الذي كان مأمولا.ان مثل تلك الخطوات والتوجهات من شأنها ان تشعر المواطن بأن هناك من يفكر به ويحمل همومه ومعاناته ومشاكله، ويعمل على تذليلها ومعالجتها.وقد كان لكتلة تيار شهيد المحراب(قدس سره) في مجلس النواب دور محوري في تبني قضايا ابناء الشعب والدفاع عنها سواء تحت قبة البرلمان او خارجها، وقد كانت سباقة في طرح مختلف المبادرات الداعية الى دعم المواطن العادي وتقديم اقصى مايمكن تقديمه له، وتقليص الرواتب والامتيازات التي يتقاضاها كبار مسؤولي الدولة.في ذات الوقت لابد من الاشارة الى ان هذه الخطوات النظرية تحتاج الى تفعيل وترجمة عمليه على ارض الواقع بأسرع وقت حتى يستشعر المواطن بأنعكاساتها ومعطياتها الايجابية على واقعه الحياتي، فضلا عن ذلك فأنها غير كافية، اذ تبقى الحاجة قائمة وملحة لمزيد من الاصلاح والتصحيح الذي يصب في صالح المواطن، وهذا هو التوجه الذي يقوي الدولة ويعزز التجربة الديمقراطية، ويجنبها مزالق الاضطراب والفوضى والضعف والارتباك.
https://telegram.me/buratha