المقالات

فرصة للاصلاح فاغتنموها /

791 11:20:00 2011-02-23

حافظ آل بشارة

التظاهرات المرتقبة في العراق تطبيق عملي للقواعد الديمقراطية واعطاء المواطن حقه في المطالبة والاعتراض ، يجب ان تحقق تلك التظاهرات اداء منضبطا لتضع الحكومة أمام خيار صحيح وهو تنفيذ الوعود الاصلاحية ومعالجة الفساد واجراء تغييرات عاجلة في صفوف كبار المسؤولين الفاشلين . مجلس النواب مؤسسة حامية لحقوق الناس عبر مراقبة ومحاسبة الحكومة فاذا تركت مهمتها او تباطأت في ادائها وتحول النواب الى مجرد موظفين عندها من الطبيعي ان يعتمد الناس على انفسهم في ممارسة الاعتراض الجماعي بصوت مدو ، التظاهرات المقبلة فرصة للمواطن العراقي كي يتدرب على الاحتجاج السلمي بالكلمة والشعار الهادف واحترام القواعد وعدم التجاوز على الممتلكات العامة والخاصة ، ليمارس عملية دفاع عن شرعية نظامه الديمقراطي ويطالب بصيانة هذا النظام من حالات الفشل والفساد والعبث واللاابالية ، يطالب بتفعيل قواعد النظام الديمقراطي الذي يقدم مصلحة المواطن على اي اعتبار . كما انها فرصة للنواب كي يؤكدوا حضورهم مع ناخبيهم ، يفترض ان نشاهد تحت الاضواء النواب يتقدمون التظاهرات هاتفين ضد الظلم والفساد والتقصير والفشل ملقين خطاباتهم في الساحات ووسط التجمعات ، النواب يمثلون شرعية النظام ورؤية الامة . وهي ايضا فرصة للحكومة كي تتدرب على اخلاقية قبول النقد والاستجابة لرغبات الجمهور ، لأجراء الاصلاحات السريعة والجريئة وتعميم مبدا الاقالة الفورية وتجديد مفهوم حكومة الخدمة ، والابتعاد عن كيل التهم للمتظاهرين . كما ان تلك التظاهرات فرصة لتدريب القوات المسلحة على كيفية الوقوف الى جانب الشعب والترفع عن أي نزعة خاصة وحماية التظاهرات وليس قمعها ، لكن كلا من الحكومة والقوات المسلحة والشعب كلهم يتحملون مسؤولية منع الارهابيين وحواضنهم من استغلال التظاهرات لتنفيذ مذابح ، من المتوقع ان يهاجم الارهابيون التظاهرات ليخلطوا الاوراق . كما تسعى اطراف سياسية معروفة الى استغلال التظاهرات لتصفية حسابات ضيقة راكبة الموجة ومرددة كلمة الحق وهي تريد بها الباطل ، الانظمة العربية ابدت مقاومة للتغيير و قمعت المتظاهرين بقسوة ، وفي العراق نتوقع ان يقاوم المستفيدون من الفساد اي اصلاحات حكومية تهدد مواقعهم ، ستواجه الحكومة موقفا صعبا فتكون بين مطرقة تظاهرات الشارع المطلبية المشروعة وبين سندان مجموعات الفساد الكبيرة المستفيدة من هذا التردي وهي تقاوم التغيير والاصلاح ، يفترض ان يقف المواطن مع حكومته المنتخبة لاصلاح فسادها الداخلي خاصة عندما يلمس رغبات حكومية صادقة للتغيير. ولا يمكن للمشهد الايجابي ان يتبلور ما لم تكن وسائل الاعلام الوطنية حاضرة بقوة وهي تمارس دورها في توجيه الرأي العام الوجهة التي تخدم الشعب ومصالحه ، وتسهم في افشال مساعي من يريدون حرف التظاهرات عن اهدافها النبيلة ، لكن كيف يقف الاعلام الوطني وقفة ايجابية اذا كان العاملون فيه يشكون من الوان الظلم والتهميش والاهمال ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك